ما الذي يجب على المسلم المريض في حالة عدم القدرة على الصوم في رمضان؟
أجابت دار الإفتاء على سؤال ورد إليها نصه: ما الذي يجب على المسلم المريض في حالة عدم القدرة على الصوم في رمضان؟.
وقالت الدار في فتوى سابقة منشورة على موقعها الإلكتروني بتاريخ 13 يونيو 2018: صيام رمضان واجب على كل مسلمٍ مكلف صحيحٍ مقيم، والواجبات الشرعية منوطة بالقدرة والاستطاعة؛ فإذا عجز المكلف عن الصوم أو لحقَته منه مشقة لا قدرة له على تحملها: جاز له الإفطار شرعًا؛ لقوله تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾، وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «..فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ».
يُرخص للمسلم المكلف المريضِ
وتابعت: ويقول الله تعالى: فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ، والمعنى: أنه يُرخص للمسلم المكلف المريضِ مرضًا يرجَى بُرؤُه ولا يستطيع معه الصومَ -وللمسافرِ كذلك- الإفطارُ في رمضان، ثم عليهما القضاءُ بعد زوال العذر والتمكن من الصيام.
وأكملت: أما إذا كان مريضًا مرضًا لا يُرجى شفاؤه -بقول أهل التخصص- ولا يقوى معه على الصيام، أو كان كبيرًا في السن؛ بحيث يعجز عن الصيام وتلحقه مشقة شديدة لا تحتمل عادة؛ فلا يجب عليه تبييت نية الصيام من الليل، ولا صيامَ عليه إن أصبح في نهار رمضان، وعليه فدية؛ إطعام مسكين عن كل يومٍ من الأيام التي يفطرها من رمضان، وقدر هذه الفدية مد من الطعام من غالب قوت البلد، والمد عند الحنفية: يساوي رطلين بالعراقي؛ أي: 812.5 جرامًا، وعند الجمهور: رطلٌ وثلثٌ بالعراقي؛ أي: 510 جرامًا، وهو ما عليه الفتوى.
ويجوز إخراجها بالقيمة، بل ذلك أولَى؛ لأنه أنفع للمسكين وأكثر تحقيقًا لمصلحته، فإن قَوِي بعد ذلك على الصيام فلا قضاء عليه؛ لأنه مُخاطَبٌ بالفدية ابتداءً مع حالته المذكورة، والله سبحانه وتعالى أعلم.