ثلاثية الأبعاد 9.. والدة أحد أساطير كرة القدم تقتحم الملعب لمطاردة منافسه بعد تدخل عنيف
كرة القدم هي الشيء الأكثر إثارة في عالمنا على مر العصور، دائمًا لها عناصرها التي تميزها عن كل وأي شيء من حولها، لذلك يمكن أن نقول إن لها أبعاد مختلفة وكثيرة، أو نقول إنها ثلاثية الأبعاد.
سنقول إن كرة القدم ثلاثية الأبعاد، لأنها يمكن أن تجد فيها الفرح ويمكن أن تجد الحزن ويمكن أن تجد الطرائف أو العجائب، وبالرغم من ذلك فإن حب الجماهير لها حول العالم لا يتغير بل يزداد كل يوم عن سابقه.
سلسلة ثلاثية الأبعاد
ولهذا سنتحدث في سلسلة ثلاثية الأبعاد في شهر رمضان المبارك، عن أبرز القصص حول أبعاد كرة القدم التي سبق ذكرها، وستكون حلقة اليوم عن شيء من طرائف اللعبة وهو قيام والدة أحد الأساطير باقتحام أرضية الملعب من أجل مطاردة أحد زملائه في الفريق الآخر.
من هو جوزيف بيكان
قصة اليوم تدور عن جوزيف بيكان، أحد الهدافين والأساطير في لعبة كرة القدم، ولكنه ليس من المشاهير في اللعبة بشكل كبير لأنه ظلم من الناحية الإعلامية وبسبب كثرة الحروب في وقت ممارسته كرة القدم، ولكن سجله التهديفي هو من حفر اسمه في التاريخ.
ولد بيكان في عام 1913 في مدينة فيينا النمساوية، ولعب كرة القدم في 1925، ولكن قصته منذ بداية مسيرته حتى نهايتها كانت مليئة بالأمور الغريبة والطريفة.
كان والده يلعب كرة القدم أيضا في نادي هيرتا فيينا النمساوي، ولكنه تعرض إلى إصابة خطيرة في أحد المباريات توفى على أثرها، وترك لوالدته ثلاثة أطفال ترعاهم من بينهم بيكان الذي كان مولعا بلعبة كرة القدم، بل وانضم إلى نادي أبيه وهو في الثانية عشر من عمره.
وظلت والدة بيكان تحاول العثور على مصدر رزق لها ولأطفالها الذين حاصرهم الفقر بشكل كبير جدا، بل أنها لم تقدر على ذلك أيضا، وبالرغم من ذلك كانت رافضة بشكل قاطع لفكرة ممارسة نجلها لكرة القدم واضعة أمامها قصة والده ووفاته بسبب اللعبة، وكانت خائفة عليه طوال الوقت تقريبا.
بينما بيكان فقد تألق بشكل كبير جدا منذ بدايته ووعده ملاك النادي بمكافأة مالية على كل هدف يسجله وكان هذا أمر رائع بالنسبة له ولعائلته لمحاولة مساعدة والدته والخروج من نفق الفقر المظلم الواقعين فيه، واستمر على هذا الأمر حتى وصل إلى عامه الخامس عشر.
وفي أحد المباريات قامت والدة بيكان باقتحام ملعب المباراة ومطاردة أحد لاعبي الفريق الخصم لنجلها بشمسيتها بسبب قيامه بتدخل قوي عليه، وظلت تجري ورائه حتى لم تستطع استكمال الجري بسبب كبر سنها، وظلت معارضة لفكرة ممارسته كرة القدم حتى أنها لم تعد تحضر كل مبارياته إلى أن أصبحت لا تحضر نهائيا.
بينما ظل بيكان يتألق بشكل لافت للأنظار وانضم إلى عدة أندية مغمورة في النمسا ولكن كانت أبرز محطاته على مستوى الأندية رابيد فينا وسلافيا براج ودينامو براج، كما أنه مثل ثلاثة منتخبات وهي النمسا وتشيكوسلوفيكيا وبوهيميا، ولكنه لم يحصد ولا مرة كأس العالم رغم سجله التهديفي الكبير جدا.
ويحتفظ بيكان بسجل تهديفي خاص به خلد اسمه في تاريخ كرة القدم، فقد سجل 800 هدف مع الأندية والمنتخبات التي لعب لها ولكن هذا الرقم في المباريات الرسمية فقط وإنما بشكل عام فقد سجل 1420 هدف طوال مسيرته الكروية، التي أنهاها عام 1955 هو في سن الـ42 وتوفي عام 2001 عن عمر يناهز 88 عاما، وكل ذلك لم يلمع بشكل كبير بسبب الحرب العالمية وقلة وسائل الإعلام في ذلك الوقت وقلة التركيز مع كرة القدم، ولكنه حفر اسمه في التاريخ سواء بسجله التهديفي أو بحياته وتدرجه في اللعبة أو حتى بموقف والدته الطريف.