وفاة مدونة قائمة شندلر.. قصة ميمي راينهارد كاتبة أسماء اليهود لإنقاذهم من الهولوكوست
توفيت ميمي راينهارد، السكرتيرة في مكتب رجل الأعمال الألماني أوسكار شندلر، والتي كتبت قائمة اليهود الذين تم إنقاذهم من الإبادة الجماعية على يد ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية، عن عمر ناهز الـ 107 أعوام، ودُفنت في هرتسليا قرب تل أبيب.
كانت راينهارد واحدة من 1200 يهودي أنقذهم رجل الأعمال الألماني شندلر من الهولوكوست أو المحرقة اليهودية خلال الحرب العالمية الثانية، بعدما أقنع السلطات النازية بالفائدة الاقتصادية العائدة عليهم من تشغيل اليهود، حيث كان مالكًا لأحد مصانع الأدوات المنزلية، هذا ما تم إدراجه بالفيلم الشهير قائمة شندلر عام 1993 للمخرج ستيفن سبيلبرغ.
ميمي راينهارد
رينهارد وُلدت في فيينا عاصمة النمسا عام 1915، بدأت دراستها في جامعة فيينا ولكنها سرعان ما تركتها لتتزوج من رجل أعمال بولندي، انتقلت معه إلى كراكوف قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية.
أخذت راينهارد دورة تدريبية باختصار لإعداد نفسها للكلية، وهو الشيء العملي الوحيد الذي درسته في حياتها، هذا ما مكنها من العمل في المكاتب في معسكر العمل في بلاسوف وتدوين قائمة أوسكار شندلر على آلة كاتبة فيما بعد.
وبعد غزو ألمانيا النازية لبولندا في عام 1939م، تم حجزها من قِبل النازيون في حي كراكوف اليهودي، واعُتقلت في معسكر اعتقال بلاسوف عام 1942، لكنها نجت من الأشغال الشاقة التي كان يقوم بها البقية بسبب مهاراتها السكرتارية وطلاقتها في اللغة الألمانية.
وفي معسكر العمل في مدينة برينلتس، حيث كان يوجد مصنع شندلر للذخيرة، طُلب من ميمي راينهارد قائمة مكتوبة بخط اليد لليهود الذين سيتم نقلهم إلى مصنع شندلر.
التقت راينهارد بشندلر في أكتوبر عام 1944، كان ذلك في بلاسوف، وعرفت أنه رجل أعمال ألماني كان يدير مصنعًا للمينا في كراكوف، ولكنه أراد التحرك غربًا، في عمق الأراضي التي يسيطر عليها الألمان، حيث كان هدفه إنشاء مصنع أسلحة في برينليتس، في ما يعرف الآن بجمهورية التشيك.
لكن كان لديه طلب وهو أن اليهود الذين كانوا يعملون معه في مصنع المينا، سيذهبون معه.
قائمة شندلر
وفي مقابلة مع المركز العالمي لإحياء ذكرى الهولوكوست، في عام 2008، قالت راينهارد: أولًا وقبل كل شيء كتبت القائمة الشهيرة ووضعت العمال على القائمة وأضفت أفراد أسرهم وأصدقائهم، ولكن في كل مرة كان هناك المزيد والمزيد، فقمت بكتابة اسمي وأسماء أصدقائي حتى تم ملء الحصة المحددة.
تحدثت راينهارد عن قرار انضمامها مع العمال: أردت الذهاب مع شندلر، بسبب سمعته، لأنه عُرف عنه أنه يعامل اليهود معاملة حسنة، لكن كان هناك الكثير من الأشخاص الذين لم يرغبوا في أن يكونوا في تلك القائمة، لأن الذهاب مع شندلر لم يكن ضمانًا لأي شيء، لم نكن نعتقد أن شندلر سينجح حقًا في انقاذنا ولكننا انتهزنا الفرصة، لكنه كان القرار المصيري الذي أنقذ حياتها.