نقطة انتصار بوتين وطوق نجاة اقتصاد كييف.. ماذا وراء سيطرة روسيا على مدينة ماريوبول الأوكرانية؟
منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية تصدرت مدينة ماريوبول الأوكرانية صدارة المدن التي كثفت القوات الروسية هجماتها للسيطرة عليها كواحدة من النقاط الاستراتيجية للعملية العسكرية، التي أعلن عنها زعيم الكرملين الروسي فلاديمير بوتين.
ماريوبول المدينة الأوكرانية التي تتضمن واحدًا من أكبر الموانئ على بحر آزوف، إلى جانب كونها تمثل نقطة فاصلة بين القوات الروسية الموجودة في شبه جزيرة القرم، والقوات الروسية والانفصالية الموجودة في إقليم دونباس، والساعية للالتحام سويًا للتوجه إلى باقي الأراضي الأوكرانية، شمالًا بالمقاربة لنهر دينبرو.
مساعي بوتين للسيطرة على ماريوبول الأوكرانية
وبسيطرة القوات الروسية على مدينة ماريوبول يمكن أن يمثل تقدمًا استراتيجيًا للدب الروسي كونها تمثل حلقة وصل بين روسيا وإقليم دونتسيك الانفصالي الموالي لروسيا من جهة، وشبه جزيرة القرم المسيطرة عليها موسكو منذ عام 2014 من جهة أخرى، إذ يمثل السيطرة عليها تمكن بوتين من السيطرة على ما يقارب 80 في المئة من الساحل الأوكراني.
أهداف بوتين في مدينة ماريوبول الأوكرانية
كما يمثل سقوط ماريوبول في أيدي الدب الروسي، نصرًا شعبيًا كونها تعد واحدة من أكبر المدن الأوكرانية، وأحد أهم المراكز الاستراتيجية الاقتصادية على بحر آزوف الواصل إلى البحر الأسود الشريان الرئيسي لروسيا وأوكرانيا بحريًا، وبالحصول عليها يستطيع الكرملين الإثبات للشعب الروسي بأن روسيا تحقق أهدافها بالربط ما بين الأراضي الروسية وشبه جزيرة القرم، خاصة أن واحدًا من أهم اشتراطات روسيا في التفاوض مع كييف يتمثل في اعتراف أوكرانيا بتبعية شبه جزيرة القرم لروسيا.
أما على الجانب الأوكراني، فتمثل ماريوبول ضربة كبيرة بالنسبة للأوكران كونها تعد أولى المدن المهمة التي تسقط بأيدي الروس بعد خيرسون، كما تعد رافدًا اقتصاديًا أوكرانيًا مهمًا لتمتعها بأكبر الموانئ في منطقة بحر آزوف، إذ تمثل تلك الموانئ مركزًا مهما لتصدير الحديد والحبوب وفي مقدمتها القمح، إلى الشرق الأوسط، الأمر الذي من شانه أن يجعل ماريوبول تمثل ضربة قاصمة لما تبقى من الاقتصاد الأوكراني.
القضاء على النازيين الجدد في أوكرانيا
وعلى الصعيد العسكري، يتواجد داخل مدينة ماريوبول كتيبة آزوف المكونة من المتطوعين اليمنيين المتشددين الذي وصفهم بوتين بانهم نازيون جدد في الأراضي الأوكرانية، لذا يسعى بوتين للقضاء عليهم، إذ مثل حديث الرئيس الروسي بشكل دائم عن تواجد نازيين جدد في أوكرانيا واحدًا من الدوافع الأساسية لدخوله إلى الأراضي الأوكرانية لتطهير جارته من النازيين الجدد.
أسر جنود البحرية الأوكرانية في ماريوبول
وخلال الساعات الماضية قالت وزارة الدفاع الروسية، إن أكثر من 1000 جندي من مشاة البحرية الأوكرانية استسلموا في مدينة ماريوبول جنوب شرق أوكرانيا، بعدما تمكنت القوات الروسية من السيطرة على ميناء المدينة.
وأوضحت وفقًا لوكالة تاس الروسية إن 162 ضابطًا كانوا من بين 1026 جنديا من اللواء 36 مشاة البحرية الذين استسلموا للقوات الروسية والقوات الانفصالية الموالية لروسيا بالقرب من مصانع الحديد والصلب في إيليتش بماريوبول.
كما عرض التلفزيون الروسي صورًا لمشاة البحرية الأوكرانية يسلمون أنفسهم للقوات الروسية والانفصالية وكثير منهم مصابين.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن القوات الروسية تهاجم منطقة آزوفستال والميناء، لكن المتحدث باسم وزارة الدفاع قال إنه ليس لديه معلومات عن أي استسلام للقوات.
بوتين يستعد لإعلان انتصاره في أوكرانيا
ومؤخرًا قالت الاستخبارات الأمريكية إن زعيم الكرملين الروسي فلاديمير بوتين، بدأ لملمة أوراقه استعدادًا لإعلان انتصاره في الحرب ضد ما وصفه النازيين الجدد بـ أوكرانيا، من خلال موكبًا مهيبا في واحدة من ذكرى انتصارات الاتحاد السوفيتي التاريخية، بعدما أدخل ضابط الاستخبارات الروسية السابق – على حد قول الاستخبارات الأمريكية- تعديلات على خططه الاستراتيجية؛ بشأن حربه على جارته الغربية التي هي ذاتها إحدى الدول الخارجة من عباءة الاتحاد السوفيتي الذي يطمح بوتين في استعادة أمجاده.
مسؤولون بالاستخبارات الأمريكية أوضحوا وفقًا لشبكة CNN، أن بوتين يستعد لإعلان انتصاره في الحرب الأوكرانية وسط تعرضه لضغوط لإثبات قدرته على تحقيق النصر في عمليته العسكرية التي أطلقها قبيل نهاية شهر فبراير الماضي، الأمر الذي يؤكد وجود تغيرات رئيسية في استراتيجية الدب الروسي في حربه على أوكرانيا.
وتابع مسؤولون بالاستخبارات الأمريكية في حديثهم، أنه من المرتقب أن يعلن بوتين انتصاره على ما وصفه بالنازيين الجدد في أوكرانيا خلال احتفالاته بانتصار الاتحاد السوفيتي على النازيين في الحرب العالمية الثانية الذي يحل في التاسع من مايو كل عام.