هل يمثل الغزو الروسي لأوكرانيا فرصة جديدة لـ اليوان الصيني؟
تناول المقال الصادر عن صحيفة ذا كونفرزيشن The Conversation بعنوان عقوبات روسيا: حافز جديد لـ اليوان الصيني لرفع سلم احتياطي العملة؟، الدور المحوري الذي يمكن أن تؤديه العملة الصينية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا وما ترتب عليه من تداعيات.
الغزو الروسي لأوكرانيا ودور الصين المحوري
وأشار المقال إلى أن غزو القوات الروسية لأوكرانيا أدى إلى فرض الدول العربية عقوبات مالية صارمة على موسكو، ومن بين هذه العقوبات برزت عقوبتان ماليتان على وجه الخصوص، أولا، قرار منع غالبية البنوك الروسية من نظام سويفت SWIFT، وهو نظام المراسلة العالمي الذي يمكنهم من تحويل الأموال عبر العالم.
وجاء هذا الإجراء بدعم من قبل الاقتصادات العالمية الرئيسة مثل المفوضية الأوروبية وفرنسا وكندا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، وفقا لـ صحيفة ذا كونفرزيشن.
تمثلت العقوبة الثانية في موافقة الدول الغربية على منع البنك المركزي الروسي من استخدام احتياطاته الدولية التي تحتفظ بها هذه الدول. وهكذا، فالعقوبات الصارمة من الدول الغربية ستؤثر على قرارات البنك الروسي في إدارة احتياطي العملات.
وأوضح المقال أنه سيكون دور الصين المحايد محوريا، فبكين وهي ثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم، لم تنضم إلى فرض عقوبات على روسيا. كما امتنعت عن التصويت خلال تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة واتبعت نهج إدانة مخفف بالقول إن العقوبات ليست الحل للمشكلة.
هل يمثل الغزو فرصة لبكين؟
رغم أن الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة واليابان ودول في الاتحاد الأوروبي وعملاتها هم اللاعبون المهيمنون في الأسواق المالية العالمية، حيث يهيمن الدولار واليورو على مدفوعات "سويفت" (SWIFT)، وشكلا معا عام 2021 نحو 77.2% منها
لكن في وقت سابق من عام 2022 تقدم اليوان الصيني ليصل إلى المركز الرابع في سوق المدفوعات الدولية، وكانت تلك هي السنة التي دخل فيها اليوان سوق المعاملات المالية الدولية بعد ست سنوات، وتلقت العملة موافقة صندوق النقد الدولي كعملة احتياطية، الأمر الذي يدعم تطلعات الصين لأن تجعل اليوان العملة المهيمنة في التجارة والمعاملات المالية وخاصة كعملة احتياطية.
وقد أدت التوترات التجارية العالمية إلى التحول التدريجي بعيدا عن الدولار الأمريكي واليورو كعملات احتياطية؛ حيث تراجع الدولار الأمريكي كعملة احتياطية، منخفضا 69% في عام 2007، والآن يحتل اليوان المركز الخامس في تكوين العملات للاحتياطات الرسمية من العملات الأجنبية، ورغم أن حصته 2.5% فقط من احتياطات النقد الأجنبي الرسمية، فإن حصته زادت بشكل كبير منذ عام 2016، هذا فضلا عن اعتماده كعملة احتياطية لما يقدر بـ75 دولة حول العالم.
ووفقا للبنك المركزي الروسي في30 يونيو 2021، تعد الصين أكبر مالك أجنبي منفرد لاحتياطات موسكو من العملات الأجنبية، حيث تمتلك وحدها 13.8% من إجمالي الاحتياطات الروسية، منها %1 من إجمالي الاحتياطات البالغة 630 مليار دولار أمريكي مقومة باليوان، ونحو 21.7% من الاحتياطات محتفظ بها في احتياطي الذهب، فيما تحتفظ فرنسا واليابان وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة ومؤسسات دولية باحتياطات روسيا المتبقية من العملة البالغة 65%. هذا يعني أن روسيا ستتمكن الآن من الوصول إلى ما يقدر بـ 35% فقط من احتياطاتها بموجب الإعفاء من العقوبات المالية