عمرو خالد يصف روشتة إيمانية لكل شخص يعاني من الشعور بعدم الرضا عن قدر الله في رزقه وحياته
قدم الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، روشتة إيمانية لكل شخص يعاني من الشعور بعدم الرضا عن قدر الله، وهو أن تحسن وتسعى بكل طاقتك لتحقيق احتياجاتك، وادع بكل قلبك، ثم ارض بقدر الله العليم بالطريقة والتوقيت.
وقال خالد، في الحلقة السادسة عشر من برنامجه الرمضاني حياة الإحسان، المذاع عبر قناته على موقع يوتيوب، إن الإنسان يسود لديه الشعور بالرضا عندما يحقق احتياجاته في الوقت المناسب من وجهة نظره، وعندما تُلبّى احتياجاته في الوقت الذي يريده وبالطريقة التي رسمها وخطط لها، ولو لم يحصل ذلك فلن يكون راضيًا.
وأوضح خالد أن الاحتياج ثابت، لكن طريقة تحقيقه غير ثابتة، وتوقيت تحقيقه غير ثابت. والغاية معروفة، لذا قال إنه يجب أن تترك الطريقة والوسيلة لله حتى تعرفه وتوقن به إلهًا.
وأشار على سبيل المثال، إلى أنه قد يتعارض دعاؤك مع دعاء شخص آخر، يدعو نفس الدعاء، لأن احتياجات العباد تتقاطع، لكنهم عباده وحده.
الوصفة السحرية للرضا.
عمرو خالد: أحسن بكل طاقتك وادع بكل قلبك وارض بقدر الله
وبين خالد الوصفة السحرية للرضا، قائلًا إنها تتمثل في: اسع وأحسن بكل طاقتك لتحقيق احتياجاتك، وادع بكل قلبك، ثم ارض بقدر الله العليم بالطريقة والتوقيت.
وأوضح أن احتياجات الإنسان يشعر بها الخالق، وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ، لكن عليك أن تشكو له، ألح في الدعاء، وأن ترضى في الوقت ذاته بالطريقة، وبقدر الله فيك، فالدعاء مستجاب يقينًا، هذا وعد الله: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ"، "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ.
أسباب تأخير إجابة الدعاء
وأشار عمرو خالد، إلى أن هناك أسبابًا لتأخير إجابة الدعاء أو تحققه بطريقة أخرى غير التي تتمناها، أوردها على النحو التالي:
-قد يكون ما تدعو به شر لك أصلًا وأنت لا تعرف: " وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ".
-التوقيت غير مناسب: وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا، ما تدعو به غير مقيد الآن لكن بعد 7 سنوات.. الحكمة: وفي التوقيت الذي يريد لا الذي تريد.
لربما لو أتاك المال في هذا التوقيت، ستطغى.. وتفسد.. وعليك أن تنضج أولًا: " وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ"، حتى ينضجوا.
يعقوب ضاع منه يوسف 40 سنة، ظل خلالها يدعو، وبعد كل هذه السنوات الطويلة رده الله له، لكن لو عاد له سريعًا، لما صار عزيز مصر، أحيانًا معاناة الحياة تصنع تاريخًا في الدنيا والآخرة.
وقال خالد إن "الله ضمن لك الإجابة فيما يختار لا فيما تختار، "وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ"، أما أنت فعاجز: "مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ".. أنت تجتهد في ضوء رؤيتك المحدودة، وتدعو وهو يستجيب بالطريقة والوقت الذي يصلحك".
وشدد في الوقت ذاته على أن الإنسان مأمور بالدعاء، لأن "من لا يسأل الله يغضب عليه"، ولأن الدعاءعبادة أصلًا، و80 في المائة من دعائك يستجاب له، بدليل أنه ألهمك ليستجيب لك، وبدليل الواقع العلمي أن 20 في المائة يؤجل ثم يستجاب، أو يستجاب بشكل آخر غير ما طلبته لمصلحتك وللخير الذي سيتحقق لك".
ودلل خالد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذن نكثر، قال: الله أكثر وأطيب".
وقال عمرو خالد إن "المؤجل من دعائك يتحول إلى جبال حسنات". وأورد قصة تجمع بين التوقيت والطريقة، قصة أم مريم، التي تمنت ولدًا ونذرته للمسجد الأقصى، لكنها عندما أنجبت أنثى حزنت، لأنها لم تكن تدرك أن الوقت لم يحن بعد، لكن الهدف تحقق، أما الوسيلة والتوقيت فعند مالك الملك، فأنجبت مريم عيسى عليه السلام".
الرضا ليس مخدرًا ضد الطموح
وخلص عمرو خالد إلى أن "الرضا ليس مخدرًا ضد الطموح، بالعكس: انطلاق بنفسية قوية، لا تتوقف عن الدعاء، لأن الاحتياج ثابت وكيف ومتى عند الله.. لا تتوقف عن الطموح.. أحسن ثم ادع كيف ومتى لله "يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا".. سيكون العطاء أعلى من كل توقعاتك.. "من رضي بقدري أعطيته على قدري"، يرزقه من حيث لايحتسب".