مساجد الصحراء في حلايب وشلاتين.. مفروشة بالرمال وسقفها السماء ومحرابها الأحجار
تعرف مدينتا حلايب وشلاتين جنوب محافظة البحر الأحمر بأنها ذات الطبيعة الساحرة والجمال، إذ تعد مدن الجنوب من أروع المدن المصرية من حيث موقعها وطبيعتها البِكر بما تحويه من محميات طبيعية أبرزها محمية جبل علبة، لما تزخر به من طيور وحيوانات نادرة ووديان غاية في الجمال، وشواطئها شديدة الهدوء، وكذلك زخر أراضيها وجبالها بالثروات المعدنية النفيسة.
ورغم الطفرة التي تشهدها المدينتان، فإن أهلها يتمسكون بعاداتهم وتقاليدهم، حيث لا يزال عدد كبير منهم يعيش في مناطق وعرة بين دروب وجبال البحر الأحمر بعيدًا عن القبائل الأخرى، ويحرص أهالي المنطقة على أداء شعائرهم الدينية وصلواتهم.
وتضطر ظروف أهالي الجنوب، خلال سعيهم، للبحث عن مراعي لأغنامهم داخل الصحراء، إلى أن يخصصوا بعض الأماكن لأداء الصلاة بها، ليؤدي من بعدهم العابرون الفريضة إذا أرادوا.
ويطلق عليها مساجد الصحراء، وتقام في مكان واسع تحيطه الأحجار كبيان أن ذلك مكان للصلاة، وفي أوقات أخرى لا تقام فيها الصلاة بعد أن يهجر الرعاة مكانهم، إلا أن الصلاة يقيمها عابرو الصحراء، ومن يتجولون بإبلهم من أوقات لأخرى، ويظل المكان بيتا من بيوت الله، كما تقام القبلة بخبرات أهل البادية وقاطني الصحراء في معرفة النجوم واتجاهاتها.
مساجد الخلاء لأبناء قبيلتي العبابدة والبشارية
وأطلق أبناء قبيلتي العبابدة والبشارية الذين يقطنون المنطقة على هذه المصليات مساجد الخلاء، حيث تنتشر في الأودية الجبلية بمناطق حلايب وشلاتين وأبرق والجاهلية ورأس حدربة ووادي الطرفة.
ويحرص مستخدمو هذه المصليات على تجديد حدودها كل فترة لتعرضها لعوامل التعرية، ودائما ما تكون هذه المصليات بالقرب من الآبار لتسهيل الوضوء.
ولا تتجاوز حجمها عددا من الأمتار، ويتم فرشها بالرمال، تحيطها الأحجار من جوانبها الثلاثة على أن يكون الجانب الرابع مفتوحًا ليدل على اتجاه القبلة، مع تمييزها بمحراب من الأحجار على شكل نصف دائرة.