شيخ الأزهر: الإلحاد مكابرة واستكبار والمُلحد يصدق أمورًا من وراء عقله
قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إنه يجب على المسلم أن يكون على يقين وعلى حذر في نفس الوقت، بحيث لا يعتقد أن هناك صفة يتصف بها الله -سبحانه وتعالي- حدثت بعد أن لم تكن، حيث إن كل صفاته تعالى قديمة؛ لأن ذاته قديمة.
كيف يعمل اسما السميع البصير في صفتي السمع والبصر؟
وأضاف فضيلته خلال حديثه اليوم الأربعاء في الحلقة السادسة والعشرين ببرنامجه الرمضاني "حديث شيخ الأزهر"، ردًا على سؤال: كيف يعمل اسما (السميع البصير) في صفتي السمع والبصر قبل حدوثهما ؟، قائلًا: إن صفات الله تعالى كلها قديمة، لا أول لها ولا بداية، موجودة في الأزل لا يتصور لها بداية، أي إذا ثبت لها القدم ثبت لها الأزل، كما أن ذات الله سبحانه وتعالي قديمة، ومن صفاته القدم.
وتابع شيخ الأزهر: فلو لم يكن، ثم كان، سيحتاج إلى من يخرجه من العدم ويبقي الإله محتاجا إلى إله آخر، كما يقول الملحدون أو من يخضعون للإلحاد، وهو مستحيل على الله تعالى، متعجبا من تصديق الملحد لهذه الأمور من وراء عقله، لافتا إلى أن جزءا كبيرا من الإلحاد مكابرة واستكبار وبالتالي فالملحد هو في نصف الطريق.
وأضاف فضيلة الإمام الأكبر، أن هناك تعلقا للصفات، خاصة التي تتعلق بالموجودات التي توجد فيما بعد، فالقدرة مثلا تتعلق بإخراج الموجودات من العدم إلى الوجود، ويرى العلماء أنها تتعلق بالمقدور الذي سوف يحدث تعلق صلاحية، أي أنها صالحة ومستعدة لأن تتعلق به وتخرجه من العدم إلى الوجود، بالرغم من أنها كامنة ومستقرة، فمنذ الأزل، والقدرة موجودة عند الله سبحانه وتعالى، وهى متعلقة بما سيكون تعلق صلاحية، وحين ما يأتي الوقت وتشتبك مع هذا المقدور الذى سيخرج بسببها من العدم إلى الوجود يسمى تعلق تنجيزي يتحقق حين تشتبك القدرة بالفعل مع مقدورها، وهكذا مع صفتي "السميع البصير"، وأيضًا كل الصفات التي تتعلق بأفعال المخلوقات.