بعد الصعود للنهائي الأوروبي.. لماذا أسقط روما دموع مورينيو؟
عاش فريق روما الإيطالي أمس الخميس، بقيادة البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني للفريق، ليلة صاخبة مليئة بالاحتفالات بعد صعوده للدور النهائي من بطولة دوري المؤتمر الأوروبي، على حساب نظيره ليستر سيتي الإنجليزي، ليضرب موعدًا مع فينورد في الدور النهائي.
وتعتبر هذه هي أول مرة يصل فيها فريق روما إلى الدور النهائي من بطولة أوروبية منذ 31 عاما، وذلك تحت قيادة البرتغالي جوزيه مورينيو.
دموع مورينيو تخطف الأنظار
ولكن وسط أجواء الاحتفالات والفرحة التي كانت على ملعب الأولمبيكو معقل روما، كان هناك ردة فعل غريبة من مورينيو على التأهل للنهائي، فقد شاهده الجميع وهو منهمر في البكاء بشكل شديد، وتحدث الجميع حول العالم عن هذه اللقطة العاطفية.
ولكن السؤال الأهم هو لماذا سقطت دموع مورينيو من الأساس، وكيف ظهر "سبيشيال وان" كما يلقبه الجميع بهذا الشكل رغم وصوله للنهائي، بعدما كان لا يوجد له منافسون في غروره وكبريائه خاصة في البطولات الأوروبية، وتباهيه بقدرته على حسم البطولة، بل ورفضه الحصول على أي ميداليات في حالة الحصول على المركز الثاني.
الرد على المشككين
ويمكن أن نقول إن بكاء مورينيو الشديد، جاء بعدما تمكن من الرد على كل المشككين فيه الفترة الأخيرة، وبعد كل الانتقادات التي تعرض لها منذ الدقيقة الأولى من توليه مهمة تدريب فريق روما.
ويعيش مورينيو في موجة من الانتقادات الشديدة منذ عدة سنوات، وبالتحديد عقب رحيله عن تشيلسي في الولاية الثانية وتوليه تدريب مانشستر يونايتد عام 2016، ومهاجمة الجميع له متهمينه بأنه أصبح منتهيا في مهنة التدريب، بسبب عدم قدرته على حصد لقب الدوري الإنجليزي أو دوري الأبطال مع الفريق، ولكن تمكن مورينيو من الفوز بالدوري الأوروبي موسم 2016/ 2017.
وبعد الإشادات بفوزه باللقب، تعرض مورينيو إلى سلسلة جديدة من الانتقادات بسبب تدهور نتائج يونايتد، ليعود الجميع ويصفه بالمنتهي مرة أخرى، حتى رحل عن مانشستر في 18 ديسمبر 2018، وظل بلا فريق يدربه حتى 20 نوفمبر 2019، يوم توليه مهمة تدريب توتنهام.
وكان الأمر يزداد سوءا مع مورينيو عقب توليه تدريب توتنهام، فلم يحقق نتائج إيجابية مع الفريق بل وتعرض إلى هزائم ثقيلة، تسببت في تعرضه إلى موجات شديدة من السخرية والهجوم بمختلف أشكاله، ليؤكد البعض أن مورينيو بالفعل انتهى وغير قادر على تحقيق أي إنجازات جديدة مع أي فريق.
ورحل مورينيو في نهاية المطاف عن تدريب توتنهام 19 أبريل 2021 دون تحقيق أي إنجاز يذكر مع الفريق، ولكن في العام نفسه قرر أخيرا الخروج من الدوري الإنجليزي وخوض تجربة جديدة في دوري آخر لم يكن جديدا عليه وهو الدوري الإيطالي، ولكن مع فريق جديد وهو روما.
تعجب الجميع من قرار مورينيو بتولي تدريب فريق روما، ورغبته في إثبات نفسه من جديد مع الفريق، وخاصة أن الذئاب كانوا يعيشون فترة صعبة في السنوات الماضية، وابتعدوا بشكل كبير عن منصات التتويج، ولم يعد هناك نجوم بأسماء بارزة في الفريق مثل الماضي فكيف اتخذ جوزيه قراره هذا؟
وبالفعل لم يكن الأمر في البداية يسيرا على ما يرام مع مورينيو في روما، فقد تعرض إلى العديد من الخسائر وحقق الكثير من النتائج السلبية، سواء في الدوري الإيطالي الذي يوجد خامس الجدول فيه حاليا، أو في البطولات المحلية والأوروبية المختلفة، ليسخر منه الجماهير من جديد ويدخل من جديد في موجة الانتقادات بلا رحمة.
بل ووصل الأمر إلى خسارة روما في بطولة المؤتمر الأوروبي ذاتها بسداسية على يد فريق بودو جليمت النرويجي، في دور المجموعات تحت قيادة مورينيو، ليتأكد الجميع أنه لن يحقق أي إنجاز في هذه البطولة.
ولكنه كعادته لم ينصت إلى أي من الانتقادات التي تعرض لها، وتمكن مورينيو من الصعود إلى نهائي دوري المؤتمر الأوروبي رفقة فريق روما في إنجاز غير مسبوق للفريق الإيطالي، ولمورينيو شخصيا الذي غاب عن النهائيات الأوروبية لمدة 4 سنوات كاملة منذ آخر مرة فاز فيها بلقب الدوري الأوروبي مع مانشستر يونايتد.
وحقق مورينيو العديد من الأرقام القياسية بإنجازه الذي حققه أمس مع روما، فقد أصبح أول مدرب يصل إلى نهائي ثلاثة بطولات أوروبية كبرى مع أربعة فرق مختلفة وهي بورتو وإنتر ميلان ومانشستر يونايتد وروما، بل وإذا تمكن من حصد بطولة المؤتمر الأوروبي مع الذئاب سيكون أول لقب قاري رسمي في تاريخهم.
كل هذه الأمور كانت كافية بالفعل لنزول دموع مورينيو بشكل شديد مثلما شاهده الجميع أمس وسط تصفيق الجماهير وهتافاتهم له بعد كل الانتقادات التي وجهوها له، ولكن هل سيكون سبيشيال وان قادرا بالفعل على تحقيق إنجاز أكبر وحصد اللقب الأوروبي رفقة روما؟