بعد الغلاء المنتشر.. وكيل الأزهر السابق يطالب الأغنياء والعلماء بتبني مبادرة للاستغناء عن الذهب عند الزواج
قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق، والمشرف على الفتوى بالأزهر الشريف، إنه في ظل حالة الغلاء الموجودة الآن، فإنه يجب تخفيف وتيسير أمور الزواج، مضيفا أن مسألة ارتباط الذهب بالمهر مثلا ليست شرعية وإنما هي عادات عرفية.
وأضاف وكيل الأزهر الشريف، في حديثه لـ القاهرة 24، أنه يجب أن يغير الناس ثقافتهم وخاصة في الأرياف، حيث يعتبرون الذهب بكميات معينة مهرا ضروريا لإتمام الزواج، ولا يوجد دليل من كتاب أو سنة يحدد نوع المهر ولا مقداره، فيجوز أن يكون المهر ذهبا ويجوز أن يكون من غيره.
وتابع وكيل الأزهر السابق: فالمهر أثر مترتب على عقد الزواج وليس جزاء من العقد، وكل ما يتفق عليه كمهر قل أو كثر فهو جائز، ولا يشترط على الإطلاق أن يكون من الذهب أو الفضة، وفي ظل ارتفاع أسعار الذهب وانخفاض المستوى المالي لكثير من الناس، فيكون تيسير المهور مطلوبا، ومنها عدم التمسك بعدد معين من جرامات الذهب يعجز عنها كثير من الشباب، كما يمكن الاقتصار على شيء رمزي كدبلة أو خاتم صغير، ويستعان بالباقي في جهاز العروسين.
وكيل الأزهر السابق: كلما يسر المهر كلما استقر الزواج بين الزوجين
وأكمل: وكلما يسر المهر كلما استقر الزواج بين الزوجين، ولن تنجح هذه المبادرة إلا إذا ضرب الأغنياء فيها المثل وكانوا قدوة للفقراء، فالفقراء يريدون هذا ولكنهم في ظل العادات الموروثة لا يستطيعون الإقدام وقبول تزويج بناتهم من غير اشتراط ما يشترطه الناس من حولهم، حتى لا يهتمون بالتفريط في مهور بناتهم، وسيسهل عليهم الأمر لو بدأ الأغنياء بالتخلي عن هذه العادة، كما يلزم أن يكون العلماء قدوة للناس وذلك بتيسير مهور بناتهم، وليعلن من ييسرون المهور ويتخلون عن اشتراط الذهب أنهم أقرب إلى هدي شرعنا، فليست بناتنا أكرم من صحابية قال رسولنا -صلى الله عليه وسلم- لخاطبها: اذْهَبْ فَالْتَمِسْ ولو خَاتَمًا مِن حَدِيدٍ.
وكيل الأزهر السابق: القادر يمكنه تقديم الذهب
وأوضح وكيل الأزهر السابق، أن القادر يمكنه تقديم الذهب، فطالما أنه يستطيع لا مانع من ذلك فقد أجاز كتاب الله أن يكون المهر قنطارا من المال { وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا من شيئا}، ولكن المبادرة هنا رعاية لحال الناس وبخاصة أن غالب الناس ليسوا من الأغنياء.