ٌالنفط الجديد في الكونغو.. إقبال من المستثمرين على بلد النحاس بإفريقيا
يتوجه مستثمرو التعدين إلى دولة الكونغو الديمقراطية، إذ تحتوي الغابات الشاسعة على طول حدود زامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والتي تقارب حجم البرتغال، على أحد أغنى المناطق بمعادن النحاس المستخدم في صناعة الأسلاك والكابلات، والكوبالت المستخدم في البطاريات القابلة لإعادة الشحن حول العالم.
وعلى مدار العقد الماضي، تراجعت شركات التعدين الأمريكية والأوروبية والأسترالية عن الحزام النحاسي، لكن عمالقة الموارد في الصين أقبلوا بشكل كبير، ويتضح ذلك بشكل كبير في مدينة كولويزي الكونغولية، القائمة على التعدين، والتي تأسست في الثلاثينيات، لاستخراج الرواسب المعدنية العملاقة بها.
ورغم الموارد المربحة، بذلت شركات التعدين الغربية منذ سنوات جهودًا حثيثة لمحاولة الخروج من الحزام النحاسي وسط إفريقيا، وليس الدخول إليه، بسبب إحباطها المتزايد نتيجة سلسلة التحولات السياسية والاستيلاء على الأموال حسب وكالة بلومبرج الاقتصادية.
وتشهد المنطقة حاليا إقبالًا من المستثمرين في الوقت الحالي، حيث أطلق عليه البعض النفط الجديد، مثل مجموعة بي إتش بي BHP العملاقة، وآخرين يدخلون المنطقة للمرة الأولى منذ سنوات.
ضيق في السوق العالمي للنحاس
ويعاني سوق النحاس عالميًا من ضيق فعليًا، حيث يصعب العثور على مناجم جديدة، في الوقت الذي تهيمن فيه الكونغو على خام الكوبالت، للدرجة التي يستحيل تجاهلها.
في الوقت نفسه، نجد الدول الأخرى الغنية بالنحاس، مثل بيرو وتشيلي على وجه الخصوص، والتي طالما اعتبرتها الصناعة مكانًا آمنًا للعمل قد أصبحت أقل جاذبية من قبل.
انتعاش التعدين
وعادت شركات التعدين الأخرى الآن للعمل مرة أخرى وزيادة تواجدها ونشاطها. في الكونغو، يعمل منجم جديد بقيادة الملياردير روبرت فريدلاند على زيادة الإنتاج بسرعة، وفق خطة لتصبح ثالث أكبر منتج في العالم بحلول عام 2024.
كما أن شركة بي إتش بي، أكبر شركة تعدين في العالم، دخلت في محادثات لشراء مشروع لتعدين النحاس بجوار منجم كاموا كاكولا الجديد، في منطقة فريدلاند، بالكونغو.
كذلك يحظى الحزام النحاسي الأفريقي ودوره في توفير المعادن المهمة باهتمام متزايد على المستوى الحكومي. حيث سافر وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للنمو الاقتصادي والطاقة والبيئة، خوسيه دبليو فرنانديز هذا الأسبوع للتحدث في الاجتماع السنوي لصناعة التعدين في القارة، المنعقد في كيب تاون، وركّزت تصريحاته على موضوع رئيسي يتعلق بأهمية سلاسل توريد المعادن، بينما محطته التالية تتمثل في زيارة ليومين للعاصمة الزامبية للقاء هيشيليما.