اسمٌ ذاع صيته بين جميع طوائف الشعب، عرف بنقل الواقع ورصد معاناة الشعب المصري عبر أفلامه، والذي حصل على العديد من الجوائز الإبداعية في تلك المجال، هذا فضلًا عن مواقفه الهامة في المجال السياسي ولاسيّما في ثورة 25 يناير، وكذلك ثورة 30/ 6، إلا أن هناك العديد من الأزمات التي تواجه طوال الوقت، والذي يرجعها البعض إلى أن السبب فيها هو مواقفه السياسية التي تخالف توجهات الدولة.

في الأونة الأخيرة، تصدر المخرج خالد يوسف، الساحة المصرية بعد انتشار فيديو منسوب له مع فنانتين مصريتين، والذي فتح المجال أمام العديد من الشائعات التي تواجه المخرج الشهير، آخرهم ظهور شائعة هروبه لفرنسا، والتي أخرجته عن صمته، ليكشف أنه في إجازة لزوجته وبنته منذ أسبوع، أي قبل إلقاء القبض على الفنانة منى فاروق وصديقتها شيماء الحاج، كما وعد أنه قريبًا سيكشف عن جميع الحقائق.

وخلال التقرير التالي، تستعرض “القاهرة 24” الأزمة المثار حول المخرج السينمائي والسياسي خالد يوسف:

نشأته:

في الثامن والعشرون من سبتمبر عام 1964 وفي مدينة كفر شكر في مصر، عمت الفرحة جميع أرجاء القرية الصغيرة، لإثر قدوم مولود جديد لعمدتها يوسف حلمي والذي كانت له أفكارٌ اجتماعية اشتراكية، أُثرت على حياة المولود خالد يوسف، وجعلته ينشأ بجوٍ ثقافي اجتماعي وسياسي.

والتحق “خالد” بجامعة بنها والتي حصل منها على درجة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية عام 1990، وخلال تلك الفترة بدأ نشاطه القيادي والسينمائي، حيث كان رئيس اتحاد الطلبة وقائدًا للحركة الطلابية، وساعدته نشاطاته الكثيرة في تكوين علاقاتٍ مع شخصياتٍ بارزةٍ في المجتمع، كما ظهرت موهبته من خلال إخراج مسرحية “المهرج” للأديب السوري محمد الماغوط.

حياته الدرامية

وبعد تخرجه من الجامعة، تعرف “خالد” على المخرج الكبير يوسف شاهين وأصبح واحدًا من تلامذته وعمل معه كمساعد مخرج في فيلم “المهاجر”، لتنطلق مسيرته الحافلة مع الفنان العالمي يوسف شاهين، فعمل كمخرج منفذ في الأعمال التالية: “، “فيلم الإخوان (فيلم قصير)، والمصير، وكلها خطوة، والآخر”.

وبعد الاستفادة من المخرج يوسف شاهين، سلك “خالد” طريقه نحو الصعود والقمة منفردًا بـ”العاصفة” عام 2000، ومنذ ذلك الحين بات يطرح القضايا الاجتماعية بطريقةٍ جريئة في أفلامه، ويحاول كشف الفساد وإبراز الفقر والظلم الموجود في المجتمع المصري، حتى تميز في هذا اللون.

أهم أعماله:

تختلف مسيرة خالد يوسف عن غيره، في أنه عمل في الإخراج والتأليف بالإضافة إلى التمثيل في أدوار ثانوية، ومن أهم الأدوار الذي قام بتمثيلها: “دور عميد الكلية في إنت عمري، ودور مخرج مساعد في ويجا، ودور المخرج في زواج بقرار جمهوري، ودور كمال حنا في فيلم خيانة مشروعة”.

أما بالنسبة للأعمال التي ألفها وأخرجها: “المهاجر، المصير، الآخر، والعاصفة، جواز بقرار جمهوري، ويجا، خيانة مشروعة، حين ميسرة، كف قمر”، بالإضافة إلى إخراج عدد من الأفلام التي لم يكن هو المؤلف فيها، مثل:  “إسكندرية نيويورك، إنت عمري، هي فوضى، الريس عمرو حرب، دكان شحاته، كلمني شكرًا، وأخيرًا كارما”، وحصل على العديد من الجوائز المحلية والعالمية عن تلك الأعمال.

حياته السياسية

كان “يوسف: من أحد القيادات البارزة للحركة الطلابية خلال فترة درراسته، وقاد خلال تلك الفترة العديد من المظاهرات والإعتصامات الطلابية التي أدت إلى صدور قرار بإعتقاله في العديد من المرات، وكان له دور فعال في ثورة يناير، فكان في مقدمة صفوف المتظاهرين”، وكان له دور شهير في حفظ المتحف من النهب.

دوره في حفظ المتحف المصري:

خلال أحداث ثورة يناير، استغل بعض المشاغبين والخارجين عن القانون غياب الشرطة المصرية عن الشارع وحاولوا السطو على المتحف المصري، فكان خالد يوسف موجود، حينها بادر بتوجيه نداء عبر القنوات الفضائية لتوجه الشعب إلى المتحف لحمايته، وكان لذلك أثرًا كبيرًا في نفوس المصريين الذين توافدوا بالآلاف، وبالفعل تمكنوا وهو معهم من حماية المتحف، وظل ذلك الأمر عالقا في وجدان الشعب المصري وفي مسيرته الشخصية في محاربة نظام مبارك.

مقاومة نظام الإخوان:

لم تتوقف مسيرته الوطنية  عند ذلك الحد، ففي فترة حكم الإخوان المسلمين، واصل دوره في فضح هذا التنظيم وتنبأ بسقوطه في أقل من عام، وظل مصراً على هذه البشارة مروجاً لها متصديًا لهم في كل المحافل، حتى كان  له نصيب من اعتداءاتهم الإجرامية أمام مدينة الإنتاج الإعلامي، وتم تكسير سيارته وأنقذت حياته بصعوبة ولم يردعه ذلك من مواصلة النضال ضدهم حتى رحلوا عن الحكم.

صياغة الدستور:

وكان له دور في صياغة الدستور المصري بعد رحيل الإخوان، وتم اختياره  كعضوا في لجنة صياغة الدستور الجديد، وعندما بدأت الانتخابات الرئاسية اختاره الرئيس عبد الفتاح السيسي، ضمن اللجنة الاستشارية له، وكان معه أربعة آخرون من القامات الوطنية، وشرع في الترشح كعضو لمجلس النواب عن الدائرة التي بها مسقط رأسه “كفر شكر”، وفاز باكتساح وأصبح عضوا بمجلس النواب، ليكمل مسيرته السياسية، وكان له رأي بارز برفض اتفاقية ترسيم الحدود والإصرار على مصرية تيران وصنافير.

موقفه من التعديلات الدستورية:

وفيما يخص موقفه من التعديلات الدستورية، والتي دعى إليها بعض النواب، رفضها وأعلن ذلك على الملأ، وهو ما ربطه البعض بالحملة الإعلامية ضده، والتي تحاول تشويه صورته الآن، ولعل أبرزها الفيديو الإباحي المنسوب له مع الممثلتين منى فاروق وشيما الحاج، وخاصة  إن هذا الفيديو يعد قديما بعض الشئ.