مغارة مُقدسة وبئر جوفي في كنيسة مسطرد.. رحلة العائلة المقدسة إلى مصر هربًا من بطش الرومان │ صور
في الأول من يونيو كل عام؛ تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد دخول السيد المسيح والعائلة المقدسة أرض مصر.
فعلى مدار 3 سنوات متتالية؛ مكثت العائلة المقدسة في مصر، بمحافظات عِدة على مستوى الجمهورية، والتي شملت القاهرة، البحيرة، الشرقية، كفر الشيخ، المنيا، أسيوط، الغربية، وشمال سيناء، حتى أصبحت هذه المحطات بمثابة المناطق الأثرية الثمينة، نظرًا لما شهدته من وجود العائلة المقدسة بها على مر التاريخ.
ومع إحياء ذكرى دخول العائلة المقدسة مصر، تجول القاهرة 24 داخل كنيسة السيدة العذراء مريم بمسطرد، التابعة لإيبارشية شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، باعتبارها أهم المحطات التي مرت بها العائلة المقدسة في رحلتها لمصر، هربًا من بطش الإمبراطور هيرودس الذي اضطهد المسيحية، وأراد أن يقتل المسيح وأمه مريم العذراء.
كنيسة السيدة العذراء مريم بمسطرد
كنيسة أثرية ومحمى ومغارة.. هو ما تركته العائلة المقدسة عند مرورها على مسطرد قبل نحو 2000 عام، خلال رحلتها إلى مصر في صحراء سيناء من جهة الفارما أو البلوزيم مدينة بالوظة حاليا الواقعة بين مدينتي العريش وبورسعيد، ثم مدينة باسطا الواقعة بالقرب من مدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية، ومنها لإحدى ضواحي مسطرد.
وتحدث القاهرة 24 خلال جولته داخل كنيسة السيدة العذراء بمسطرد، مع القس جيروم مجدي، كاهن كنيسة السيدة العذراء حول أهم المعالم الأثرية داخل الكنيسة، وأيضًا حول الأيقونات والمخطوطات النادرة.
يقول القس جيروم مجدي، كاهن كنيسة السيدة العذراء، إن الكنيسة بمسطرد كنيسة أثرية، وتُسمى ايضًا بالمحمى، حيث حُمى السيد المسيح داخل البئر المقدس الموجود داخل الكنيسة، ويعود تاريخ تدشين الكنيسة إلى 1185 ميلادية، أي في القرن الثاني عشر، وتقع الكنيسة في منطقة تُسمى مسطرد حاليا، وقديمًا كانت تُسمى تيموني سرات، وهو اسم روماني، وكانت المرة الأولى لذكر اسم لـ مسطرد في العصر العثماني، وكان دليلنا لذلك هو حجاب الهيكل المكتوب عليه منية سيرت.
وأضاف كاهن كنيسة السيدة العذراء في حديثه لـ القاهرة 24: تتكون كنيسة السيدة العذراء بمسطرد، من مبنى داخله صحن يضم 3، الأوسط على اسم السيدة العذراء، والأيمن للقديس يوحنا المعمدان، والأيسر للقديس مار جرجس، وبُنيت الكنيسة على النظام البيزنطي، أي نظام القباب وتم تجديد الحوائط والجزء العلوي من الكنيسة على يد البابا كيرلس الخامس.
وأشار إلى أن الكنيسة تجددت 3 مرات، الأولى في القرن الـ 12، الثانية بين 1984 إلى 1978، المرة الثالثة عام 2000 في حبرية الراحل البابا شنودة الثالث.
المعالم الأثرية داخل كنيسة مسطرد
أما عن أهم المعالم الأثرية، أوضح القس جيروم: أهم المعالم في الكنيسة هي وجود البئر المقدس، والذي ارتوت منه العائلة المقدسة، حيث يقع على اليسار الداخل من الكنيسة، وهو مجاور للمغارة كما يقول التقليد، وماء هذه البئر جوفي لا ينضب أبدًا، وأحيانا يحدث به فوران، ثم يعود منسوبها إلى طبيعته، وماء هذا البئر له طعم ومذاق مميز عن طعم مياه ترعة الإسماعيلية؛ التي تبعد عنه 60 متر، وقد شفي ماء هذا البئر العديد من المرضى، بعد تناولهم منه.
وأوضح كاهن كنيسة السيدة العذراء: أما ثاني العلامات فهي المغارة المقدسة، وتقع في المنطقة البحرية للكنيسة بالداخل، وهي المغارة التي استراحت بها العائلة المقدسة، واحتمت بها من شر الرومان، وتدل أثار المنطقة على أن هذه المغارة كانت تقع على بعد معبد بُني أيام رمسيس الثاني.
والثالث هو الأيقونات الخاصة الأثرية بالكنيسة، حيث تضم الكنيسة العديد من الأيقونات النادرة، وتتميز أن بها 2 حامل للأيقونات؛ أحدهم يحجب الهياكل المقدسة، والثاني على الجانب البحري للكنيسة، ومن أهم الأيقونات داخل الكنيسة، هي أيقونة رجم القديس أسطفانون ونشر إشعيا النبي منكس الرأس، وهذه الأيقونة لا توجد سُوى داخل كنيسة مسطرد.
وتوجد أيقونات نادرة للقديسين والرسل والملائكة، ويتراوح أعمار هذه الأيقونات ما بين الـ 3 قرون والـ 5 قرون.
وأضاف مجدي، أن اهم المخطوطات التي ورد بها اسم الكنيسة، هي مخطوطة رؤية البابا ثأؤفيلس، وهي مخطوطة كُتبت باللغة القبطية، كتاب ميامر، عجائب الأدهار، وأيضًا كتاب كنائس وأديرة مصر.