توفيت بعمر 100 عام.. قصة مُعلمة أنقذت 300 طفل يهودي وأخفتهم في أديرة مسيحية
توفيت المعلمة البلجيكية أندريه جوليان هيرسكوفيتشي، التي أنقذت 300 طفل يهودي من معسكرات الموت النازية، وذلك عن طريق تهريبهم للعيش مع عائلات مسيحية، عن عمر ناهز الـ 100 عام.
كانت أندريه منخرطة مع لجنة الدفاع عن اليهود قبل أعوام عدة، خلال احتلال النازيين في الحرب العالمية الثانية، حينها كانت معلمة في مدرسة بروكسيل عام 1943م، حيث بدأت القوات الألمانية اعتقال الأطفال وعائلاتهم لترحيلهم إلى الموت.
كان اليهود البلجيكيون من بين 6 ملايين قتلوا في المحرقة اليهودية أو المعروف بالهولوكوست، وبما أن جوليان ضمن لجنة الدفاع، تم تكليفها بالاتصال بالعائلات اليهودية والاقتراح بوضعهم في رعاية سرية، وبالفعل مُنح للعديد منهم هويات مزيفة، حيث أصبحوا ينتمون إلى عائلات ومدارس ومؤسسات دينية كاثوليكية، وذلك بعد هروبهم بأعجوبة عند مداهمة المدرسة الداخلية.
هربت جوليان إلى مؤسسة لسيدة تُدعى أوديل أوفارت، واستضافت بها 12 طفلًا متخفيًا، ولكن تم القبض عليهم، ومن بعد ذلك تمكنت المعلمة البلجيكية من الإفلات من الاعتقال، ولكن تم ترحيل السيدة أوفارت وزوجها إلى معسكرات الاعتقال وتوفي كلاهما هناك.
برغم المخاطر التي كانت حول جوليان، إلا أنها سارعت بطلب عدم عودة الطلاب اليهود إلى المدرسة حتى لا يلقوا نفس المصير، وعاشت في شقة باسم مستعار حتى تتمكن من الاستمرار في الهروب.
أندريه جوليان، استمرت لأكثر من عامين في جمع الأطفال اليهود من أبائهم ونقلهم إلى الأديرة المسيحية حتى يكونوا في آمان من النازيين، كما أنها لم تخبرهم عن مكان أطفالهم، وإلا سوف يقومون بزيارتهم ويعرضون أمنهم للخطر.
كانت جوليان تقول: كنت أبكي وأنا مضطرة على أخذ الأطفال من والديهم، خاصة الذين تتراوح أعمارهم بين 2 إلى 3 أعوام، دون أن أتمكن من إخبار الوالدين بمكان اصطحاب أطفالهم.
كثيرًا من الأطفال لم يروا والديهم مرة أخرى، وبعد نهاية الحرب التي هُزمت بها ألمانيا، جمعت جوليان شمل الأطفال مع ذويهم مرة ثانية، وظلت على اتصال بهم حتى تحول ما تعرضوا له إلى مجرد ذكريات مؤلمة.
