ذاكرة الأمثال.. شوف حاله قبل أن تسأله
الأمثال لها أهمية كبيرة في حياتنا، فهي ليست كلمات نقولها في مواقف مُعينة من أجل التسلية أو الضحك، ولكنها تُزودنا بالخبرات اليومية والحياتية فهي ذاكرة تحفظ لنا تراث الأجداد، وتجعلنا نتبع ما ساروا عليه من صواب، ونتفادى ما وقعوا فيه من أخطاء، ونأخذ منها الدروس والعبر.
من الأمثال الشهيرة المتوارثة؛ قولهم: شوف حاله قبل أن تسأله، والمقصود بكلمة الشوف هنا النظر، ومعنى المثل كما يوضحه أحمد تيمور باشا في كتاب الأمثال العامية: قبل أن تسأل شخصًا عن نفسه.. انظر لحاله، وما هو فيه يغنيك عن السؤال.
ويوضح أحمد تيمور، أن المثل يضرب كثيرًا عند السؤال عن مريض اشتدت علته، وفي معنى المثل قول الحكماء: لسان الحال أصدق من لسان الشكوى، ومثله قولهم: شهادات الأحوال أعدل من شهادات الرجال.
لأجل الورد ينسقي العليق
ومن الأمثال الطريفة أيضا: لأجل الورد ينسقي العليق، والعُليّق هو نبات يتعلق بالورد وغيره؛ أي: يُسقى العليق لأجل الورد لأنه بجواره، وبعضهم يزيد فيه: ولأجل الصقر تشرب أم قويق، وهي البومة.
ويضيف أحمد تيمور في كتاب الأمثال العامية أيضًا، أن المثل السابق يُضرب للوضيع الذي يتم الاعتناء به إكراما لآخر رفيع لا لنفسه، وفي معنى المثل يقول أحد الشعراء:
*رأى المجنون في البيداء كلبا
*فجر عليه للإحسان ذيلا
*فلاموه على ما كان منه
*وقالوا: لم منحت الكلب نيلا؟
*فقال: دعوا الملام فإن عيني
*رأته مرة في دار ليلى