شباب مصريون يحكون تجربتهم مع الاستثمار في البتكوين والعملات الرقمية المحظورة
على الرغم من تجريم التعامل مع العملات الرقمية والعملات المشفرة في مصر لكن واقعيا هناك الآلاف من المصريين لايزالون يستثمرون في تلك العملات عالية المخاطر المالية.
الأمر لم يتوقف على الاستثمار من جانب بعض محترفي الاستثمار في تلك العملات المشفرة والرقمية بل تجاوز ذلك إلى تنظيم البعض لمؤتمرات تدعو للتعامل مع تلك العملات، وهو ما كشف القاهرة 24 عنه من خلال تنظيم بعض الشركات المصرية والأجنبية لمؤتمر بأحد الفنادق الكبرى في القاهرة يدعون عملاءهم للاستثمار في تلك العملات.
شباب يحكون تجربتهم مع الاستثمار في العملات الرقمية والمشفرة
أحد الشباب الذي جاء من محافظة كفر الشيخ خصيصا لحضور هذا المؤتمر ويدعى سامي سعيد، ويعمل محاسبا بإحدى شركات المقاولات قال لـ القاهرة 24 إنه خسر أموالا كثيرة خلال رحلة الاستثمار في العملات الرقمية والمشفرة، وإنه جاء لهذا المؤتمر للاستثمار في العملات الرقمية بحثا عن الربح والتعرف على شركات تساعده على احتراف هذا المجال والربح منه.
وأضاف أنه تعرف بالفعل خلال هذا المؤتمر الذي تم تنظيمه بفندق سيتي ستارز إنتركونتيننتال بمدينة نصر بالقاهرة على شركة مقرها الرئيسي لندن بالمملكة المتحدة البريطانية، وأنشأ منصة عليه وعرضت عليه التعامل عبر منصتها من خلال وكيل محترف هو الذي يقوم بالتعامل نيابة عنه، على أن يكون له جزء من الأرباح التي يجنيها هذا الوكيل عبر استثمار أمواله بالعملات الرقمية.
وحول كيفية تحويل الأموال التي يقوم بجنيها رغم حظر هذا النشاط في مصر قال إنه يتم التحويل بالعملة المصرية عبر طرق رفض ذكرها من خلال وكلاء للشركة البريطانية في القاهرة، وليس بالدولار، حتى لا يتم اكتشاف الأمر نظرا لحظر نشاط العملات الرقمية والمشفرة في مصر.
شاب آخر رفض ذكر اسمه يؤكد لـ القاهرة 24 أنه يمتلك شركة بحي التجمع الخامس، وأنه يقدم دورات تدريبية لعملاء الشركة للتعامل والاستثمار في العملات الرقمية والمشفرة ومنها البيتكوين، وذلك يكون ببعض الفنادق حيث يتضمن التدريب التوقيت المناسب لبيع العملات الرقمية ونوع الاستثمار المناسب سواء في الذهب أو العملات الرقمية والمشفرة.
كانت أبرز هذه الشركات التي عرضت خدماتها لتداول العملات الرقمية بفندق سيتي ستارز انتركونتيننتال والتي كانت تبحث عن وكلاء لها في مصر لتداول العملات الرقمية المشفرة هي شركة infinox وشركة ct trader وشركة ستار تريدر، وشركة easy market وهي من الشركات التي عرضت التعامل بالبيتكوين، وهي من العملات المحظور تداولها في مصر، فضلا عن شركة pu prime وهي شركة وساطة عبر الإنترنت، إضافة إلى شركة أخرى مصرية تتخذ من حي المهندسين بمحافظة الجيزة مقرًّا لها، ويوجد فروع لها بكل من جنوب إفريقيا والإمارات.
ومؤخرا سقطت أكبر العملات الرقمية بسرعة صاروخية صوب مستويات قاع جديدة، حيث تنازلت بتكوين عن مستويات الـ 18 ألف دولار بعدما خسرت مستويات الدعم المهمة عند 20 ألف دولار، وذلك خلال ساعات قليلة اليوم.
ونزلت القيمة السوقية للبتكوين إلى مستويات 350 مليار دولار، أي أنها تخلت منذ ذروتها التاريخية في نوفمبر الماضي عما يقرب من تريليون دولار، حينما تجاوزت قيمتها السوقية مستويات الـ 1.3 تريليون دولار.
ووفق إحصاءات لمنصات تداول عالمية في العملات المشفرة مثل LocalBitcoins وPaxful أظهرت بيانات هذه المنصات ارتفاعا كبيرا في عدد المصريين المتداولين بالعملات المشفرة بنسبة 100 في المئة بين عامي 2019 و2020.
بل إن شهر يناير عام 2021 شهد زيادة في عدد المستخدمين الجدد في مصر للعملات المشفرة بنسبة 250 في المئة على موقع CEX.IO البريطاني لتداول هذه العملات، وذلك حسب المدير التنفيذي للموقع كونستانتين أنيسيموف.
وهي الزيادة، التي يقول عنها الرجل الذي تمتلك شركته أكثر من ثلاثة ملايين مستخدم حول العالم، حسب موقعها، إنه لم ير مثلها خلال شهر واحد في أي دولة أخرى.
ولا يوجد في مصر قانون خاص ينظم التعامل بالعملات المشفرة أو يحدد عقوبة لتداولها، لكن قانون البنك المركزي يتضمن مادة تحظر استخدام هذه العملات.
إذ تنص المادة 206 من قانون البنك المركزي رقم 194 لعام 2020 على أنه: يحظر إصدار العملات المشفرة أو النقود الإلكترونية أو الاتجار فيها أو الترويج لها أو إنشاء أو تشغيل منصات لتداولها أو تنفيذ الأنشطة المتعلقة بها بدون الحصول على ترخيص من مجلس الإدارة طبقا للقواعد والإجراءات التي يحددها.
وحذر البنك المركزي المصري من التعامل في كافة أنواع العملات الافتراضية المشفرة، ومن بينها عملة البيتكوين، أكثر من مرة. عازيا ذلك إلى مخاطرها المرتفعة، حيث يغلب عليها التذبذب في القيمة نتيجة المضاربات العالمية غير المراقبة، بحسب بيان للبنك.
