الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بعودة رفات القديس مار مرقس إلى مصر
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم، الخميس الموافق 23 من يونيو، بذكرى عودة رفات القديس مار مرقس كارزو الديار المصرية والبطريرك الأول في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلى مصر، ففي عهد الراحل البابا كيرلس السادس البطريرك الـ 116 من بطاركة الكنيسة الأرثوذكسية، وخصوصًا في السنة العاشرة لحبريته عادت رفات القديس مار مرقس الرسول البطريرك الأول من بطاركة الإسكندرية، إلى القاهرة.
انتدب البابا كيرلس السادس البطريرك الـ 116 في يونيو 1968م، وفدًا رسميًا للسفر إلى روما لتسلم رفات القديس مرقس الرسول من البابا بولس السادس، حيث تألّف الوفد من عشرة مطارنة أساقفة بينهم ثلاثة من المطارنة الإثيوبيين، ومن ثلاثة من كبار أراخنة القبط، وسافر الوفد البابوي الإسكندري إلى روما في يوم الخميس الموافق 20 من يونيو في طائرة خاصة، أقلتهم ومعهم نحو 90 قبطيا من المرافقين، كان من بينهم سبعة من الكهنة، وفي الساعة الـ12 من يوم السبت الموافق 22 من يونيو ذهب الوفد البابوي السكندري ومعه أعضاء البعثة البابوية الرومانية، في موكب رسمي إلى القصر البابوي بمدينة الفاتيكان وقابلوا البابا بولس السادس، وتسلموا منه رفات القديس مار مرقس، في حفل رسمي كان يجلله الوقار الديني ويتسم بالخشوع والتقوى.
أقام الوفد البابوي السكندري في اليوم التالي الموافق 23 يونيو قداسًا احتفاليا بكنيسة القديس أثناسييوس الرسولي بروما، حضر فيه جميع المطارنة والأساقفة العشرة والكهنة المرافقون، وأيضًا حضر أعضاء البعثة البابوية الرومانية وجميع المرافقين من القبط وعدد كبير من الأقباط المقيمين بروما، ومن الأجانب ومندوبي الصحف ووكالات الأنباء، وعقب قراءة الإنجيل في القداس حمل المطارنة والأساقفة صندوق الرفات وطافوا به 3 مرات أنحاء الكنيسة، ثم بخر المطارنة والأساقفة أمام الرفات حسب ترتيب أقدمية الرسامة وكان الكهنة والشمامسة يرتلون الألحان المناسبة.
عودة أعضاء البعثة البابوية الرومانية حاملين الرفات المقدس
عاد الوفد البابوي السكندري ومعه أعضاء البعثة البابوية الرومانية يحملون الرفات المقدس في يوم الاثنين الموافق 24 يونيو، في موكب رسمي تتقدمه الدراجات البخارية إلى المطار، ومن هناك استقلوا طائرة خاصة قامت خصيصًا من القاهرة ووصلت إليها في الـ10 والنصف من مساء اليوم نفسه، وكان البابا كيرلس في انتظار وصول الرفات وكان يصحبه مار أغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك إنطاكية، وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، وعدد كبير من المطارنة والأساقفة الأقباط والأجانب ورؤساء الطوائف والأديان مصريين وأجانب وألوف من أفراد الشعب مسيحيين ومسلمين يرتلون وينشدون الأناشيد الدينية، وكان المطار كله يدوي بالترانيم، وعندما رست الطائرة صعد البابا إلى سلم الطائرة وتسلم من يد رئيس الوفد الصندوق الثمين الذي يحمل رفات مار مرقس الرسول.
جمال عبد الناصر وكيرلس السادس في احتفال وضع حجر أساس الكاتدرائية وعودة الرفات المقدس
واحتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم 24 يوليو 1965 م في أثناء أسبوع الاحتفالات السنوي في العيد الـ13 لثورة يوليو، بوضع حجر الأساس للكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وأخذ كبار المشاركين في الاحتفال أماكنهم على المنصة في مواجهة الشعب، وهم الآباء الأحبار المطارنة والأساقفة وكبار رجال الدولة، في مقدمتهم نواب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، وفي الساعة الـ10 والنصف، دقت أجراس الكنائس معلنة وصول البابا العظيم كيرلس السادس، وفي تمام الساعة 11 أعلنت أجراس الكنائس من جديد وصول ضيف الكنيسة القبطية الرئيس جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية ليشارك في الاحتفال، واستقبل البابا كيرلس السادس الرئيس جمال عبد الناصر، وكان معه الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج والمنشأة وسكرتير المجمع المقدس، والمهندس يوسف سعد وكيل المجلس الملي العام والأستاذ راغب حنا المحامي، وسكرتير هيئة الأوقاف.
وجلس الرئيس جمال عبد الناصر بجوار البابا كيرلس السادس في منتصف المنصة، ثم قام نيافة الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج وسكرتير المجمع المقدس ليلقي كلمة قداسة البابا، وعبر فيها البابا عن امتنانه وشكره لحضور الرئيس والمشاركة في وضع حجر الأساس للكاتدرائية الجديدة، وبعد ذلك ألقى الرئيس جمال عبد الناصر خطابه، وبعد أن انتهت كلمة الرئيس قام قداسة البابا بصلاة الشكر، وعقب انتهاء الصلاة دعا قداسة البابا الرئيس عبد الناصر ليضع بيده حجر الأساس للكاتدرائية المرقسية الجديدة والمقر الباباوي الجديد، وبدأ زئير الجماهير بالهتاف المدوي من جماهير الشعب الحاضر لهذه المناسبة، ووضع الرئيس صندوق رفات القديس مار مرقس وعليه حجر أساس الكاتدرائية الكبرى.