مساندة أم زيادة توتر؟.. تأثير تجمعات أولياء الأمور أمام اللجان على طلاب الثانوية العامة
صبيحة كل يوم من أيام امتحانات الثانوية العامة، تصطحب داليا محمد ولية أمر، نجلها طالب الثانوية العامة، إلى لجنة أمير الشعراء الثانوية بنين في مدينة نصر، تدعمه طوال الطريق، وأمام اللجنة تنتظره بقلق، تسارع دقات قلبها عقارب الساعة، تسانده بالدعاء وتساند قلبها المشغول به بالقرآن، لا تكف عن المناجاة حتى تحتضنه بعد انتهاء الامتحان: أشوفه طالع من اللجنة بس اطمن وارتاح.. بحسب قولها.
ظاهرة تجمعات أولياء الأمور أمام اللجان
3 ساعات وأحيانًا تزيد عن ذلك، تنتظر فيها الأم ولدها أمام اللجنة، تسبقها نصف ساعة من تحفيز الطالب للتهدئة من روعه وقلقه، تحاول التغلب على دمار يسكنها، أن تطمئن نجلها وتؤازره، وفور خروجه تكون في احتضانه، غير أنها ترى أن دعمها لا يكفي، لذا طالبت من والده الغياب من العمل لمساعدتها في دعم ابنهما في أول امتحان بالمواد الأساسية الأحد المقبل، حيث تسرد: لازم نكون جنبه ويطلع يلاقينا.
دعم الطلاب من أمام اللجان
لم تكن داليا الحالة الوحيدة، التي تنتظر أمام المدرسة، حيث تكون وسط عشرات الأمهات مثيلاتها من أولياء الأمور الذين يفترشون الشارع على بعد أمتار من المدرسة، مثلهم مثل آلاف أولياء الأمور على مستوى الجمهورية، الذين يحرصون على دعمهم، آملين في تحقيق الأبناء أحلامهم، غير مشغولين بما إذا كان هذا التصرف يدعم الطلاب أم يزيد عندهم من حدة التوتر.
يزيد التوتر عند الطلاب
يرى وليد هندي استشاري الصحة النفسية، أن هذه الظاهرة غير تربوية بالمرة ولا بد الانتهاء منها، مؤكدًا على أن وجود أولياء الأمور أمام المدرسة يشعر الطالب بحالة من القلق فوق قلقه من الامتحان، وطوال الوقت قد يفكر في من ينتظره بالخارج وينشغل عن الامتحان.
ويضيف هندي خلال حديثه لـ القاهرة 24، أن هناك وسائل أخرى لتحفيز الطلاب أثناء امتحانات الثانوية غير التجمعات أمام المدارس، والتي تشعر الطلاب أن الأمر به صعوبة، منها الرفع من حالته المعنوية خلال فترة الامتحانات، وزرع الثقة داخله على أنه قادر على تخطي الثانوية كأي مرحلة تخطى.
ويشدد استشاري الصحة النفسية، على أولياء الأمور، أهمية توفير الأجواء المناسبة للطلاب خلال فترة الامتحان والعمل على راحتهم النفسية، والإشادة دائمًا بقدراتهم النفسية ما يقدمونه وإشعارهم طوال الوقت بالرضا عما يقدمونه.
سبب ضعف التركيز وقلة الحل
الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية العسكرية، قدم عددًا من النصائح لأولياء الأمور والطلاب، مؤكدًا على أن القلق الزائد عن حده يؤدي إلى التوتر عند دخول الامتحان، ما يجعله يتوقف عن حل الامتحان بشكل صحيح، فيمكن أن تقلق ولكن بشكل طبيعي دون مبالغة، فالقلق يكون مفيد أحيانًا؛ لأنه يدفعك للمذاكرة والحرص على معرفة المزيد من المعلومات.
وأوضح فرويز في وقت سابق لـ"القاهرة 24" أنه يجب أن تتفاءل وتشجع ذاتك، بالفكر بطريقة إيجابية وأفعلك ما عليك وأترك باقي الأمور على الله سبحانه وتعالى هو خير مدبر، ولا بد من تشجيع ذاتك بعد مذاكرة جزء معين قمت بتحديده فكافئ نفسك بشئ تحبه، وفي حالة أنك لم تجب بشكل جيد في أي امتحان ففكر في القادم وانسَ ما فات ولا تجعله يؤثر على باقي المواد.