هل الأضحية واجبة وما حكم من لم يضحي فى العيد؟ دار الإفتاء ترد
هل الأضحية واجبة وما حكم من لا يضحي في العيد ؟ سؤال يشغل بال الكثير من المسلمين في هذه الآونة، فـ لمن تجب الأضحية؟ وما هو حكم من لم يضحي وهو قادر؟ وهل الأضحية واجبة على المرأة مثل الرجال؟ الكثير من الأسئلة التي نوضحها لكم في سطورنا التالية وفقا لرأي داء الإفتاء المصرية، فإلى التفاصيل.
هل الأضحية واجبة
ما حكم من لا يضحي في العيد.. اختلف الفقهاء في الإجابة على سؤال هل الأضحية واجبة؟ فمنهم من يرى أن الأضحية سنة مؤكدة يثاب فاعلها ولا يأثم تاركيها، بينما أجمع فقهاء مذهب الحنفية على كون الأضحية واجبة، وقد ورد في مسند أحمد ومستدرك الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من وجد سعة فلم يضحِّ فلا يقربن مصلانا، وقد اختلف في الحكم عليه، فضعفه بعض العلماء وحسنه بعضهم.
ومن جانبها أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال هل الأضحية واجبة؟ قائلة أنها سنة مؤكدة في حق الموسر، وهو قول جمهور الفقهاء الشافعية والحنابلة، واستدلت الدار في هذا الرأي بما جاء عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: (إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّىَ فَلاَ يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا)، ومعنى "أراد أحدكم" أن أضحيته مفوضة لإرادته، ولو كانت الأضحية واجبة، لقال النبي بصيغة الأمر "فلا يمس من شعره شيئا حتى يضحي".
لمن تجب الأضحية
ولتوضيح مزيد من التفصيل بشأن إجابة هل الأضحية واجبة؟ ولمن تجب الأضحية؟ فقد ذهب الجمهور إلى أدلة عدم وجوب الأضحية في أن الشيخين أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانا لا يضحيان السنة والسنتين مخافة أن يُرى ذلك واجبًا.. رواه البيهقي.
وفي المقابل يرى مذهب الإمام أبو حنيفة وجوب الأضحية استدلالا بالآية الكريمة (فصل لربك وانحر)، وتفسيرها صلِّ صلاة العيد وانحر البدن، ومطلق الأمر للوجوب، ومتى وجب على النبي وجب على الأمة لأنه قدوتها.
وفيما يتعلق بالإجابة عن لمن تجب الأضحية؟ فقد أكد الحنفية أنها تجب على كل من وجدت فيه شرائط الوجوب، وهي (الإسلام – الإقامة – الغنى واليسار، البلوغ والعقل)، فالأضحية الواحدة كالشاة وسبع البقرة وسبع البدنة إنما تجزئ عن شخص واحد.
حكم من لم يضحي وهو قادر
واستكمالا لبحث جواب هل الأضحية واجبة؟ يرغب الكثير من المسلمين في معرفة حكم لم يضحي وهو قادر ماديا على ذلك، وقد أكد مجمع البحوث الإسلامية أن "المفتي به أن الأضحية سنة مؤكدة، إلا إذا ألزم المسلم نفسه بها عن طريق النذر فتكون واجبة في حقه".
وذهب جمهور الفقهاء أن الأضحية سنة مؤكدة للقادر عليها ويأثم في حال تركها، ويقول الحنفية أن الأضحية واجبة للمقتدر ولا يجوز تركها مثلما لا تُطلب ممن عجز عنها، وقد حث النبي صل الله عليه وصلم على الأضحية بقوله " ما عمل ابن آدم يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، وإنه ليؤتى يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض، فطيبوا بها نفسا".
هل الأضحية واجبة على المرأة
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الأضحية غير واجبة على المرأة، ويجزئ عن الزوجة وغيرها من أهل البيت ضحية الزوج ولو كانت تعمل، لأنه قد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كان الواحد منهم يضحي بالشاة الواحدة عنه، وعن أهل بيته.
ووفقا لما أعلنته دار الإفتاء المصرية، يجوز للمضحي أن يُشرك في ثواب أضحيته، من شاء من أقاربه الأحياء والأموات، للحديث الذي رواه مسلم، وفيه «اللهم تقبل من محمد وآل محمد»، وإذا ما أرادت المرأة أن تضحي عن زوجها بحيث تكون الأضحية له فلا بد من إذنه، لأنه لا تجوز النيابة عن الغير في العبادة إلا بإذنه سواء كان النائب رجلًا أو امرأة، لأن الأضحية عبادة، والعبادة لا بد لها من نية.
هل الأضحية واجبة على الحاج
قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله أن الأضحية والعقيقة والهدي أفضل من الصدقة بثمن ذلك، وهي من النفقة المعروفة فيضحي عن اليتيم من ماله، وتأخذ المرأة من مال زوجها ما تضحي به عن أهل البيت وإن لم يأذن في ذلك، ويضحي المدين إذا لم يطلب بالوفاء والمشهور عن مالك أنها لا تجب على الحاج اكتفاءً بالهدي.
وقد اختلف جمهور العلماء في حكم الأضحية للحاج على قولين:
- القول الأول: أن الحاج ليس له صلاة عيد، ونسكه هو هدي التمتع أو القِران.
- القول الثاني: أن الحاج مسافر، والأضحية مشروعة للمقيمين، وهذا قول أبي حنيفة، وإذا ما كان الحاج من أهل مكة فهو غير مسافر، وتجب عليه الأضحية.
