أزهري ردًا على تصريحات سعد الدين الهلالي: يضرب الدين والأمن القومي للبلاد في مقتل
علّق الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه المساعد بجامعة الأزهر، على تصريحات الدكتور سعد الدين الهلالي، التي أثارت جدلًا واسعًا خلال الساعات الماضية حول فرضية الحجاب، والتي أفتى خلالها بأن الفُقهاء قالوا إن ستر العورة فريضة، ولم يقولوا الحجاب فريضة، إذ تم تحريف هذه العبارة من ستر العورة فريضة إلى الحجاب فريضة.
أزهري عن تصريحات سعد الدين الهلالي حول الحجاب: خطأ كبير جملة وتفصيلا
وقال العالم الأزهري عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن ما قاله الدكتور سعد الهلالي عن الحجاب؛ خطأ كبير جُملة وتفصيلًا وضلالا وإضلال، وكارثة وجناية كبيرة على شرع الله، بالإضافة إلى الأدلة الصريحة الواضحة في القرآن والسنة المُوكدة للحجاب والتي لا تحتاج لبيان، قد انعقد إجماع أئمة المسلمين على فرضية الحجاب سلفًا وخلفًا قديمًا وحديثًا شرقًا وغربًا جوّا وبرّا وبحرا وكل شيء.
وأضاف تمام: من المعلوم عند الأصوليين والفقهاء، أن الإجماع من أقوى أدلة الاحتجاج، لأنه لا يقبل النسخ والتخصيص عكس النصوص التي تقبل النسخ والتخصيص في بعض الأحيان، ومن المستحيل أن تجتمع الأمة كلها عبر تاريخها على أمر خطأ.
تمام: تهجم واضح على الشرع الشريف
وأوضح، أنه من الكوارث في كلام الدكتور الهلالي؛ ترويجه لفكرة أن لكل واحد الحق فيما يقتنع به ولا حرج عليه في ذلك، مؤكدًا أن هذا تهجم واضح على الشرع الشريف وأحكامه، لأن الشرع عبارة عن أحكام وقواعد واضحة ينبغي على الناس أن يلتزموا بها إن أرادوا النجاة والفوز برضا الله تعالى، أو على أقل تقدير لا يطعنون فيها إن لم يلتزموا بها، وإلا فما وظيفة النبي صلى الله عليه وسلم والعلماء من بعده؟ وما قيمة بيان الحلال من الحرام والصواب من الخطأ إن تُرك الأمر لهوى الناس وقناعاتهم؟.
وتابع العالم الأزهري: هذا الكلام من الدكتور سعد يضرب الدين في مقتل، كما أنه يضرب الأمن القومي للبلاد في مقتل أيضًا، فعلى كلامه من يلحدون أو يطعنون في ثوابت الدين لا حرج عليهم، فتلك قناعاتهم الشخصية ولهم الحق في ذلك.
واستكمل: على كلامه من يستبيحون الدماء والأموال والأعراض، والعمل على هدم الدولة والتشكيك فيها من الدواعش والجماعات الإرهابية لا حرج عليهم أيضًا، ولا ينبغي محاسبتهم وملاحقتهم لقناعاتهم الشخصية بما يفعلونه واعتقاد صحته.
تمام: قياس فاسد
ونوه تمام بأن من الكوارث في كلام الهلالي، هو قياسه الكلام في الحجاب على حُرمة أكل القشور البحرية في مذهب الحنفية، مما جعل الإعلامي عمر أديب ـ غير المتخصص ـ يستغرب هذا القياس، ويقول له: هذا قياس فاسد.
واختتم العالم الأزهري، متسائلًا: لماذا يا دكتور سعد تنصح الناس بعدم الاعتماد على كلام العلماء، وتُروج لفكرة الحرية لهم فيما يريدون دون الاعتماد على كلام العلماء وبيانهم، في الوقت الذي تتكلم فيه وتبين للناس بصفة كونك عالمًا وأستاذا في الأزهر؟، لماذا لا تترك هذا المجال طالما لا تعتقد فيه، وترى أن العلماء أوصياء على الدين لمجرد توجيههم للناس؟.
