تحدى تداعيات كورونا وساند جهود الدولة.. حراك فكري وثقافي بالجامع الأزهر وأروقته آخر 8 سنوات
شهد الجامع الأزهر خلال أعوام 2014-2015-2016 حراكًا فكريًا وثقافيًا؛ فقد تم تدشين عدد من الندوات والبرامج التعليمية والمسابقات الأدبية والثقافية والدينية لإعداد طلاب الأزهر- وافدين ومصريين-؛ ليكونوا سفراء للوسطية والسلام، يحملون المنهج الأزهري المعتدل، كما تم عقد تعاون مستمر ومثمر بين مدينة البعوث، واللجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر؛ لتدريب الأئمة الوافدين على أحدث أساليب الدعوة الإسلامية.
شبهات وردود
سلسلة من الندوات واللقاءات الجماهيرية مع علماء الأزهر، تجمع نخبة من كبار العلماء تحت عنوان ملتقى شبهات وردود، بهدف نشر صحيح الإسلام والرد على الشبهات وتفنيد الأفكار المتطرفة، التي يحاول البعض أن يعبث من خلال هذه الشبهات بعقول الشباب، وسعى الجامع الأزهر من خلال هذه اللقاءات، إلى تعزيز التواصل بين علماء الأزهر وجمهور الرواق الأزهري، والحثِّ على تهذيب النفوس، وغرس القيم والمبادئ الأخلاقية السوية، ودعم جهود الدولة في الحفاظ على وعي الشباب، وتحصينهم من الأفكار المتطرفة والجماعات الإرهابية.
أروقة الأزهر تقطع الطريق على منابع التشدد بخطاب ديني متزن
شهد الجامع الأزهر وأروقته عام 2017 انطلاقة قوية، من خلال الكثير من الفعاليات والندوات، بهدف تقوية التواصل العلمي والفكري والثقافي والدعوي والاجتماعي مع كل فئات المجتمع، وترسيخ المرجعية العالمية لمنهجه الوسطي محليّا وعالميّا، ولتجديد الخطاب الديني وفق المنهج الأزهري المستنير في كل ربوع الوطن.
وتميز عام 2017 بتحقيق تطور نوعيّ في نشاط الأروقة الأزهرية، حيث شهد ما يلي:
1- نظم الجامع الأزهر فعاليات كبرى كلها لخدمة كتاب الله من تحفيظ وتجويد ومسابقات لتحفيز الطلاب على الحفظ.
2- وقدم رواق العلوم الشرعية والدعوة عددا من البرامج العلمية تجاوزت 50 برنامجا.
3- بلغ عدد الدروس العلمية أكثر من 120 درسا أسبوعيّا في العلوم الشرعية والعربية والعقلية.
4- كما نظم رواق المتون العلمية الكثير من المسابقات لتشجيع الطلاب على الاهتمام بالمتون العلمية وإحيائها.
5- بينما نظم رواق اللغة العربية للناطقين بغيرها، 12 برنامجا، بعضها خاص بإعداد معلم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وبعضها الآخر استهدف الطلاب الناطقين بغير العربية.
أكبر عملية ترميم في تاريخ الجامع الأزهر
شهد عام 2018 نقلة نوعية وغير مسبوقة للجامع الأزهر على الأصعدة كافة، حيث تعانقت روعة المعمار مع وقار العلماء، بعدما شهد هذا العام أكبر عملية ترميم له على مر تاريخه.
ولم يتوقف نور الأزهر الشريف عند فئة عمرية؛ بل حرص على توصيل علمه لكل الفئات والأعمار، وطوال العام وبالمجان، وهو ما تجلى في ذلك المشهد المهيب للآلاف الذين احتشدوا في صحن جامعه وأركانه لحضور المجالس الحديثية، التي يشارك فيها كبار علماء الأزهر ومحدثيه.
افتتاح الجامع الأزهر
شهد السادس من مارس 2018، افتتاح أكبر عملية ترميم وتطوير للجامع الأزهر على مر تاريخه، وذلك بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، حيث شملت عملية الترميم التي استمرت 3 سنوات، تغيير وتحديث البنية التحتية للجامع الأزهر بشكل كامل وفقا لأحدث المعايير العالمية، بحيث أصبح الجامع الأزهر مهيئا لأداء دوره العلمي والدعوي.
نشاط الأروقة الأزهرية
بالتوازي مع تلك النهضة المعمارية، شهدت أروقة الجامع الأزهر خلال عام 2018 انطلاقة قوية، من خلال تنفيذ عدد كبير من الفعاليات والندوات، التي استهدفت ترسيخ التواصل العلمي والفكري والثقافي، والدعوى والاجتماعي مع كل فئات المجتمع.
منافذ جديدة لنشر صحيح الدين وإزالة الشبهات
واصل الجامع الأزهر دوره الديني والدعوي والتعليمي بشكل مكثف ومتطور على الأصعدة كافة في أعوام 2019، حيث عمل على استحداث منافذ جديدة لنشر صحيح الدين وإزالة الشبهات التي تثار حول الإسلام، بالإضافة لمناقشة قضايا المرأة الفكرية والفقهية لدورها الجوهري في بناء المجتمعات، فلطالما تحمل الأزهر مسؤوليته العلمية والدينية والوطنية والحضارية تجاه الشعب والأمة كلها، فكان لها ضميرًا حضاريًا، ومرجعًا علميًا أساسيًا، ومنبرًا دعويًا صادقًا.
ملتقى شبهات وردود
سلسلة ندوات نظمها رواق الجامع الأزهر تحت مسمى شبهات وردود، بهدف تعزيز التواصل بين علماء الأزهر وجمهور الرواق الأزهري، والحث على تهذيب النفوس وغرس القيم والمبادئ الأخلاقية السوية، والإسهام في توعية أبناء المجتمع، وكانت أهم القضايا التي ناقشها الملتقى: (الشائعات وخطرها على الأفراد والمجتمعات- حرمة الدماء في الأديان- الغلو صوره وعلاجه- حول رحلة الإسراء والمعراج- تحويل القبلة- ليلة النصف من شعبان-الأمن الفكري في الإسلام- الغلو في الدين وخطره على الاستقرار الفكر- الإسلام والعلاقة مع الآخر).
ملتقى قضايا المرأة الفقهية والفكرية
دشن الجامع الأزهر برنامج ملتقى قضايا المرأة الفقهية والفكرية، وذلك من خلال الاستعانة بنخبة من أساتذة جامعة الأزهر في التخصصات المختلفة، وكانت أهم الموضوعات التي تناولها الملتقى: (دور المرأة في تنشئة جيل صالح- أسس اختيار شريك الحياة- نساء في طريق الهجرة- العنف الأسري... أسبابه وطرق علاجه- عمل المرأة وواجبات الأسرة- دور الأسرة في تهيئة النشء لاستقبال العام الدراسي الجديد- حقوق الطفل في الإسلام).
الجامع الأزهر يتحدى تداعيات كورنا ويساند جهود الدولة
واصل الجامع الأزهر دوره الديني والدعوي والتعليمي بشكل مكثف ومتطور على كافة الأصعدة في أعوام 2020، رغم ما فرضته كورنا من تداعيات وحظرت الخروج، فبدأ الجامع الأزهر في بث أنشطته عبر منصات التواصل الاجتماعي من أجل مواصلة بناء الوعي المجتمعي لمساندة الدولة المصرية في مسيرة البناء التي تنتهجها، ونظرا لما يمثله دور الدين في مثل هذه الظروف من حاجه الناس إلى تثبيت ومن يضبط لها أمورها الشرعية وفق أحكام تناسب الواقع الذي يعيشون، فكانت أنشطة الجامع الأزهر التي لم توقفها تداعيات الحظر، مساندة الدولة في جهودها في موصلة بناء الوعي الجمعي والملاذ الروح في لتخفيف من هلع الناس من الجائحة التي ضربت العالم وأصابت الشعوب بالزعر.
وشهد عامي 2021 و2022 نقلة مسبوقة للجامع الأزهر على كافة الأصعدة، حقق فيها آمال وطموحات الدولة المصرية الناشدة لبناء وعي جمعي بعيدًا عن التشدد والتطرف، حيث تم التوسع في أروقة الجامع الازهر إلى 509 فرع غطت جميع المدن المصرية إلى جانب العديد من القرى ذات الكثافات السكانية العالية كخطوة من استراتيجية كاملة تصل فيها عدد الفروع إلى 5000 فرع، بهدف تعميق المنهج الوسطي وغلق الباب أمام الفكر المتطرف في جميع ربوع الوطن.
أروقة العلوم الشرعية
هي خطوة مهمة حيث استطاع الأزهر أن يلبي فيها طموحات الدولة بأن يجد الباحثين عن العلوم الشرعية المنهج المعتدل الوسطي ميسر وفي أي وقت، وهي ما رمت إليه تطلعات الإمام الأكبر منذ توليه المشيخة.
رواق الطفل
في خطوة غير مسبوق دشن رواق الجامع الأزهر في كل فروعه الـ 509 على مستوى الجمهورية رواق للطفل لتحفيظ الأطفال كتاب الله ومدارسة أحكامه، ليكون ملاذ أمن للأسر الذين يريدون أن يحفظ أبنائهم كتاب تحت أشراف الأزهر الشريف.