كيف تدخلت إسرائيل لـ إقناع بريطانيا بدعم مبارك للحصول على قرض صندوق النقد؟
كشفت وثائق سرية لرئاسة الوزراء البريطانية، تدخل إسرائيل لإقناع المملكة المتحدة، بدعم الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، للحصول على قرض صندوق النقد عام 1986، خلال زيارة مبارك إلى بريطانيا.
الوثائق البريطانية أوضحت أن الرئيس الإسرائيلي الأسبق شيمون بيرير، تدخل للضغط على رئيسة الوزراء البريطانية، مارجريت تاتشر، إبان حقبة الثمانينات، ومطالبتها بمساعدة مبارك في مواجهة أزمته الاقتصادية، حفاظًا على السلام بين مصر وإسرائيل، حسب هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي.
ونصت الوثيقة: أن مبارك إلى لندن للقاء تاتشر، وتحديدًا يوم 17 يوليو 1986، واتصل مستشار الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز للشؤون الخارجية، بسكرتير رئيسة الوزراء البريطانية، طالبًا العون وصيانة السلام مع مصر.
رئيس إسرائيل يدعم مبارك في بريطانيا
كما ناشد مستشار الرئيس الإسرائيلي؛ بريطانيا بمساعدة مبارك في مواجهة أزمته الاقتصادية، حفاظًا على السلام بين مصر وإسرائيل، بعدما عاشت مصر ذروة أزمة اقتصادية طاحنة في ذلك العام، ودفعت مبارك للتوجه إلى عدة دول في جولات خارجية طلبا للمساعدة العاجلة، إذ بلغت قيمة الديون منتصف ذات العام نحو 45 مليار دولار.
وأضافت الوثائق السرية، أن الاقتصاد المصري في ذلك الوقت تضرر، وأجبر القاهرة على التحرك إلى الاستدانة من صندوق النقد الدولي، الذي فرض شروطًا؛ حذّر الرئيس الراحل فيما بعد، رئيسة الحكومة البريطانية من عواقبها.
وقبيل توجه الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، للقاء رئيسة الحكومة البريطانية مارجريت تاتشر، وتحديدًا عشية يوم 17 يوليو 1986، سارع مستشار الرئيس الإسرائيلي في ذلك الوقت شيمون بيريز، بالاتصال بالسكرتير الشخصي لرئيسة الوزراء البريطانية، بتشارلز باول، طالبًا العون لصيانة السلام مع مصر.
إسرائيل تدعم مبارك للحصول على قرض من صندوق النقد
السكرتير الشخصي لتاتشر، أوضح في خطاب سري، أن مستشار بيريز هاتفه منتصف الليل، مُناشدا بريطانيا؛ تقديم المساعدة للرئيس مبارك، ليتمكن من مواجهة الأزمة الاقتصادية في البلاد، حفاظًا على السلام بين مصر وإسرائيل.
ولفتت الرسالة الإسرائيلية، إلى أن الرئيس الإسرائيلي يأمل في تفهم رئيسة الحكومة البريطانية بأكبر قدر ممكن لأي طلب من الرئيس مبارك، للحصول على مساعدة في التغلب على المشكلات الاقتصادية بمصر.
واستكملت الدعوات الإسرائيلية لبريطانيا: الاستجابة المنفتحة لندن، بشكل منفرد وكرئيس للمجموعة الأوروبية في ذلك الوقت تكون بمثابة مساهمة كبيرة للسلام والاستقرار، ولصيانة السلام بين مصر وإسرائيل، ليُوجه سكيرتير تاتشر تساؤلًا للمستشار الإسرائيلي؛ عما إذا كان بيريز يعلم ما سيطلبه مبارك، ليجيب الأخير أنه لا يعلم، إلا أنه توقّع طلب المزيد من الدعم المالي.
وحسب الوثائق، قال مستشار الرئيس الإسرائيلي في تعليله لتدخل بلاده لدعم الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، إن قيادة الرئيس مبارك شجاعة وتستحق الاعتراف.
ونوهت الوثائق السرية، بأن مبارك، أظهر لرئيسة الوزراء البريطانية مارجريت تاتشر، أن الأوضاع الاقتصادية في البلاد مُتردية، وأن الاقتصاد يواجه مشكلات خطيرة، وأن هناك صُعوبتان تحولان دون التوصل إلى نتائج مُرضية مع صندوق النقد الدولي؛ مُحذرًا من أنه في حال اضطرت الحكومة المصرية لقبول شروط صندوق النقد، فسوف يكون هناك خطرًا يُنذر بحدوث اضطرابات.
وفيما يتعلق بالرد البريطانية، نصت الوثائق على أن مارجريت تاتشر، أبلغت مبارك بأن اتفاق مصر مع صندوق النقد الدولي، خُطوة ضرورية لاستعادة مصر عافيتها الاقتصادية، وأنه عقب التوصل إلى ذلك الاتفاق؛ سيفتح الباب لمزيد من المساعدة للقاهرة.
