تراث مصري أم عثماني؟ │ وكالة الأنباء التركية تثير الجدل حول مسجد ابن طولون.. وعالم آثار يرد
في إطار سعي تركيا للمصالحة مع مصر، وعزمها التخلي عن دعمها لجماعة الإخوان الإرهابية، بعد وقف أبواقها الإعلامية المناهضة لسياسة الدولة المصرية في الآونة الأخيرة، أملًا في تحقيق مكاسب سياسية وجيوسياسية؛ زعمت وكالة الأنباء الرسمية -الأناضول، أن مسجد أحمد بن طولون تراث تركي في مصر، ويمتد منذ نحو 1140 عامًا.
منشور الوكالة الرسمية التركية، أثار غضب جموع المصريين، خاصة أن المسجد لم يكن أثرًا تركيًا، بل مصري خالص، بٌني بالطوب الأحمر المصري، وجميع عناصره مصرية ماعدا مِئذنة المسجد، فهو يحمل طابع سامراء بالعراق، وأُطلق عليها «المئذنة الملوية»، نظرًا لوجود سلم المئذنة من الخارج، ويلتف حولها عكس عقارب الساعة.
بعد الهجمة التي تعرضت لها الوكالة التركية؛ سارعت الأخيرة إلى حذف منشورها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتفادي التصريحات المصرية الغاضبة.
من جانبه قال عالم الآثار الدكتور محمد حمزة الحداد، أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية وعميد كلية الآثار جامعة القاهرة الأسبق، إنه لا يوجد أي أثر بُني على أرض مصر وينسب للحكام، ومسجد أحمد بن طولون لم يكن أثرا تركيا، وبٌني بالطوب الأحمر المصري وجميع عناصره مصرية ماعدا مئذنة المسجد فهي عراقية.
عالم آثار: مسجد أحمد بن طولون عليه تأثيرات عباسية من مدينة سامراء بالعراق
وأضاف عالم الآثار الإسلامية في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أن مسجد أحمد بن طولون عليه تأثيرات عباسية من مدينة سامراء بالعراق؛ تتمثل في المئذنة والزخارف الجصية، أما الطراز الخطي في المسجد، فهو مصري تمامًا، وظهر ذلك في الطراز الكتابي أسفل سقف المسجد، وهو أكبر طراز في العالم؛ يحوي ثلث القرآن الكريم، وهما سورتي البقرة وآل عمران، وأيضًا أشكال الدعامات والمحراب والفوارة مختلفة تمامًا، ولم تعتبر أثرًا تركيًا.
وأشار إلى أن تصميم المسجد نفسه هو تصميم مصري، وهناك إضافات داخل المسجد من العصر الفاطمي والمملوكي، العصر العباسي، والمسجد أثر مصري أقيم في الفترة الطولونية مع إضافات في العصور المختلفة، والأتراك ليس لهم علاقة بدولة تركيا الحالية.
يذكر أن جامع أحمد بن طولون شيده أحمد بن طولون الوالي العباسي على مصر، والدولة الطولونية بدأت 254-292 هجرية والانتهاء من بناء الجامع كان في شهر رمضان 265هجرية، ويقع على قمة جبل يَشكر، ويعتبر الجامع الرئيسي لمدينة القطائع العاصمة الجديدة التي أتخذها أحمد بن طولون مقرًا للحكم، والذى يُعد خطوة أخرى، لتأكيد استقلالية أحمد بن طولون بمصر عن الخلافة العباسية، ويعتبر ابن طولون مؤسس ثاني دولة في مصر مستقلة استقلالا اسميًا عن الدولة العباسية وكانت وفاته في 270هجرية واحبه الجميع.