الشاهد الإسرائيلي على واقعة دفن الجنود المصريين في مقبرة جماعية يكشف تفاصيل جديدة | خاص
روى الإسرائيلي زئيبان، الشاهد على واقعة قتل جنود الصاعقة المصريين في الأراضي المحتلة خلال حرب 1967 ودفنهم في قبر جماعي بالمخالفة لقانون الحرب، وقائع جديدة وتفاصيل ما جرى في ذلك الوقت، بعدما أبقت السلطات الإسرائيلية هذه الواقعة طي الكتمان طوال 55 عاما.
وقال زئيبان، في لقاء مصور انفرد به القاهرة 24 اليوم الاثنين، إن ما حدث مأساة كبرى، وأن الإسرائيليين "تستروا على هذه القصة كما يتسترون على الأمور غير اللطيفة".
ويوضح زئيبان أحد مؤسسي تجمع كيبوتس نحشون ومن أول من سكنوا المنطقة، أن عمليات جيش الاحتلال في هذه المنطقة كانت "لعب عيال" فالدبابات متواجدة لكن دون مواجهة من أحد، وذات ليلة، فوجئوا بهجوم بصواريخ الـ RBG على قافلة إمدادات (دبابات) كانت تحاول اللحاق بلواء الدبابات الذي يتقدمها، وكان شيئا مفاجئا وغير مفهوم، من أين تأتي هذه الصواريخ؟
يضيف الشاهد الإسرائيلي: لم أستوعب ما يحدث، وجريت إلى نقطة مراقبة لأرى ماذا يحدث وكان ذلك في مطلع النهار، وعندئذ رأيت جنودا في الأسفل.
القوات المصرية كانت تحاول مهاجمة مطار اللد
وأكمل: تبين أن الصاعقة المصرية وصلت في اليوم السابقة للتمركز في الطرون استعدادا لمهاجمة مطار اللد وكل الأهداف في المنطقة، لكنها كانت قوات غير منظمة للغاية، فلم يكن لديهم خرائط صحيحة للمنطقة ولا توجيه ولم يراقبوا أو يتحروا أولا.
هنا بدأ جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، إطلاق النار على القوة المصرية، لكنهم كانوا بعيدين ولم يتمكن الجنود الإسرائيليين من إصابتهم، وجزء منهم هرب نحو قرية يالو، والجزء الآخر تفرق في الأرض المهجورة، وفقا لـ زئيبان.
وتابع حديثه عن الاشتباك مع القوة المصرية التي فرت باتجاه الأرض المهجورة، قائلا: كمية الطلقات التي أطلقناها، ولا تنسوا أنه شهر يونيو فالجو حار كاللهب، فاشتعلت الأرض المهجورة، لم يكن ذلك متعمدا لكن حدث من الطلقات والمطاردة، ومجموعة كبيرة من الجنود (المصريين) احترقت في الأرض المهجورة.
وأكمل: الجنود (الإسرائيليين) الذين كانوا هنا جمعوا كل الجثث وحفروا قبرا، وما زلت أتذكر الحفرة، وهناك صورة جوية التقطت بعد 10 أيام من الحرب تظهر فيها كومة من الحجارة، وهي موجودة الآن عند مدخل منتزه ميني إسرائيل.
وواصل حديثه: إذا كانوا هناك حتى اليوم، رأيي أن نحفر ونخرجهم ونمنحهم التكريم الذي يستحقونه، في الجندي الذي يقتل في الحرب يستحق كما نقول هنا، التكريم الأخير، يستحق على الأقل الإشارة إلى المكان، أنه قتل هنا، ولا أستطيع أن أقول أننا كنا جيدين في هذه المسألة.