الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

ثورة سريلانكا من شارع عرابي.. كيف أثّر الزعيم المصري في انتفاضة البلاد؟

سريلانكا
سياسة
سريلانكا
الخميس 14/يوليو/2022 - 03:10 م

التواريخ المحفوظة، تؤكد أن أحمد عرابي توفى عام 1911، تاركًا ورائه إرثًا من المقاومة، ومشوار حافل يُدرس في الكتب لجميع المصريين الذين يحفظون تفاصيل حياة الزعيم ومقاومته للإنجليز، ولكن الحقيقة أن عرابي لم يمت في أذهان العالم أو المصريين عند هذا التاريخ.

لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا؛ فوالله الذي لا إله إلا هو، لا نُورَّث، ولا نُستعبَد بعد اليوم.. جملة خلدها الزعيم الراحل أحمد عرابي أثناء ثورته ضد الخديوي توفيق، وظلت راسخة في أذهان العالم أجمع، وما تعيشه سريلانكا اليوم هو أبلغ مثال على ذلك.

تعيش سريلانكا حالة من الانتفاضة والثورة الشعبية، حيث خرجت الجماهير في مُظاهرات حاشدة رافضة لتردي الأحوال الاقتصادية التي تعيشها البلاد، وما خلفته من إشهار حالة الإفلاس رسميًا، وما تلاه من تعذر وصول المواطنين لاحتياجاتهم الأساسية من مأكل ومشرب وما إلى ذلك، والحرب على البنزين وإغلاق المدارس، بسبب تعذر توفير الوقود وغيرها من الأزمات في الحياة الأساسية، التي جعلت هناك حالة من الغليان يعيشها الشعب السيريلانكي، دفعته لاقتحام مقر الرئيس الذي فرّ من البلا، وتوجّه للمالديف ثم إلى سنغافورا، حسب صحيفة كاندي تايمز السيريلانكية.

 

ما علاقة الزعيم المصري أحمد عرابي بذلك؟

اندلعت المُظاهرات في منطقة كولومبو - أي المنطقة الموجود بها شارع الزعيم المصري أحمد عرابي باشا، الذي ألهم الشعب السيريلانكي في كل شيء، فور أن وطأت قدماه أراضيهم عام 1883، عندما تم نفيه إلى سريلانكا، على خلفية مُقاومته للاحتلال الإنجليزي في مصر والوقوف في وجه الخديوي توفيق، حيث قضى بالجزر الأسيوية؛ العديد من الأعوام حتى 1901 عندما تم السماح له بالعودة إلى القاهرة.

 

تعلم السيريلانكيون المطالبة بحقوقهم على يد عرابي

وحسب الصحيفة، فإنه فور أن وطأت قدم الزعيم أحمد عرابي إلى سيريلانكا، وعرف أهالي الجزر قصته وقيادته للمقاومة الشعبية، جعل الشعب السيريلانكي يتعجب بل يُبهر بأحمد عرابي، ورأوا فيه رمزًا مُسلمًا للمقاومة الشعبية.

لم يكتف أحمد عرابي بإبهارهم فقط، من خلال قصته وتاريخه في مصر، بل بدأ في ممارسة أنشطة بـ سيريلانكا أثناء نفيه، وأصبح منزله مكانًا لاجتماع المسلمين والمُفكّرين والساسة، للنقاش حول العديد من المسائل السياسية والثقافية؛ جعلت الشعب يطالب بالعديد من حُقوقه المهدورة.

وعندما وصل أحمد عرابي إلى سريلانكا؛ لم يكن هناك مُجتمعًا مسلمًا متوحدًا، رغم وجود أعداد كبيرة من المسلمين في البلاد، بل كانت هناك مجموعات واضحة للبوذيين وغيرها من الاتجاهات، وعندما قضى عرابي هناك وقتًا؛ تمكّن من توحيد صفوف المسلمين بسيريلانكا ليس فقط على الصعيد الديني والنقاشات الروحية، بل جعلهم يطالبون بحقوقهم، إلى أن حصلوا على مقاعد ثابتة في البرلمان السيريلانكي، وأصبحت لهم وحدة سياسية.

ووفقا للصحيفة: عندما تزوج عرابي وأنجب أبنائه؛ لم يجد هناك مدرسة تُدرس باللغة العربية، وهو ما لم يرض عنه الأخير، رفقة العديد من المسلمين هناك، الذين لم يكونوا يملكون أي مكان للتعليم باللغة العربية، ومن ثم تعليم القرآن الكريم بلغته الأم وهي العربية، وبالفعل أقدم عرابي على بناء أول مدرسة باللغة العربية، ولكن نظرًا لظروفه، فلم يكن يملك القدرة على تسجيلها باسمه أو اتخاذ الإجراءات القانونية الللازمة لذلك، وهو ما جعل فاعل خير يُسجل المدرسة باسمه، وهكذا أصبح السريلانكيون لديهم أول مدرسة باللغة العربية.

تزوج عرابي من سيدة سريلانكية، وأنجب منها أبناء وبنات عاد الصبيان معه إلى مصر، وظلت الفتيات في سريلانكا، وفقًا لتصريحات عبد الرحمن، حفيد الزعيم عرابي في لقائه مع فضائية العربية.

 

يرتدون الطربوش تيمنًا بالزعيم المصري

أحب الشعب السيريلانكي أحمد عرابي بشكل لا يُوصف، وأصبح بالنسبة لهم رمزًا حتى أنهم أصبحوا يرتدون الطربوش مثلما يفعل هو، وبعد خروجه من البلاد؛ تم اعتماد الطربوش بشكل رسمي في سريلانكا على حذو الزعيم المصري، وتحول منزله بعد ذلك إلى متحف رسمي يتم زيارته من الشعب السريلانكي والسياح القادمين للبلاد، كما سُمى السريلانكيون الشارع الموجود به المسجد، باسمه وأصبح هناك شارع أحمد عرابي باشا في كولومبو، التي اندلعت منها ثورة سيريلانكا اليوم.

تابع مواقعنا