يعتبر من أهم المعالم الإسلامية.. مسجد أبو عياد تحفة معمارية على أرض الأقصر | صور
قال الدكتور محمد سهري، أستاذ الآثار الإسلامية بكلية السياحة والفنادق جامعة المنيا، إن مسجد أبو عياد بالأقصر يعد من أحد أهم المعالم المعمارية والشواهد الأثرية الموجودة بمدينة الأقصر، كما يعتبر علامة مميزة من شواهد العمارة الإسلامية في الأقصر خلال النصف الأول من القرن العشرين، وهي فترة التحول نحو الطرز الأوروبية المستحدثة، ويحوي المسجد بداخله العديد من مؤثرات الطراز الإسلامي عمومًا والمصري على وجه الخصوص.
وأضاف أستاذ الآثار الإسلامية بكلية السياحة والفنادق جامعة المنيا، في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أن المسجد يحوي العديد من ملامح تراث الجنوب من حيث الألوان الهادئة، والخطوط الواضحة، والمساحات الرحبة، والنوافذ شبه الضيقة التي تساعد في عدم نفاذ كميات كبيرة من الضوء أو الحرارة، وللمسجد أوجه شبه عديدة بالعمارة الأيوبية والمملوكية خاصة المئذنة التي حاول المعمار تقليدها كما في المساجد المملوكية العظيمة بالقاهرة.
وأوضح سهري، أن هذا المسجد يقع بشارع عبدالمنعم العديسي، المعروف بشارع المنشية بمدينة الأقصر، أما عن المنشئ فهو إبراهيم عياد، أحد وجهاء الأقصر في ثلاثينيات القرن العشرين، وينتهي نسبه إلى قبيلة الشقيرات، إحدى العائلات العريقة بالمدينة، وكان إبراهيم عياد يعمل ترجمانًا ويجيد اللغة الإنجليزية، وكان من أثرياء الأقصر إذ كان له العديد من الأراضي تزيد عن الألف فدان، وله دور سياسي هام بصعيد مصر ضد الاحتلال الإنجليزي، كما كان معروفًا عنه القيام بالأعمال الخيرية والمجتمعية لأهل الأقصر، وتوفى في يوم 22 يوليو عام 1955م، ودُفن بضريحه الملحق بالمسجد.
بناء مسجد أبو عياد بالأقصر
بنى الوجيه إبراهيم عياد مسجده في سنة 1353ه/1934م، وبلغت تكاليفه نحو 21 ألف جنيه، وأوقف عليه 50 فدانًا، وفرشه بأحسن الفرش وأبهى الطنافس فكان بناؤه وتأثيثه آية في الإبداع.
وعُرف هذا المسجد أيضًا باسم مسجد أمير الصعيد نسبة إلى الأمير فاروق ولي عهد البلاد حتى عام 1936م، حينما خلف الملك فؤاد بعد رحيله وافتتح المسجد وهو ولي للعهد.
وفي يوم الجمعة 15 فبراير عام 1935م قصد مصطفى النحاس باشا رئيس الوزراء آنذاك المسجد الجديد، واستقبل صاحب المسجد دولته عند باب المسجد، ومعه حضرة السيد عبدالمعطي الحجاجي إمام المسجد وأفراد أسرة عياد، ورحبوا به أجمل ترحيب، فطاف بأنحاء المسجد معجبًا بكل ما رأى، وشكر صاحب المسجد على ذلك العمل الجليل المبرور، ثم انتقل دولته إلى مقرأة القرآن التي أنشأها الوجيه إبراهيم عياد على مقربة من المسجد، وهي بناء فخم مستقل عن المسجد أقامه الوجيه إبراهيم عياد خصيصًا لتلاوة وتحفيظ القرآن الكريم، وقد فرشه بأفخر الأثاث وقتها، وهو مندثر الآن.
وعن تخطيط هذا المسجد فقد أنشئ مسجد الوجيه عياد على الطراز الملكي، والذي يعد من أكثر الطرز المعمارية انتشارا في القرن 13هـ/19م، وبدايات القرن (14هـ-20م)، والمسجد لا يعبر عن العمارة الإقليمية بأي حال من الأحوال، حيث أنه مبنى على الطراز الملكي وهو طراز المساجد التي أنشأتها أفراد أسرة محمد علي في مصر القرنين التاسع عشر والعشرين.