الإسلام بفرنسا| بعد منع البوركيني.. باريس تفرض تحريات على بعض المسلمين قبل تجديد الإقامة
تعيش فرنسا حالة من التركيز الشديد على أوضاع المسلمين الذين يعيشون على أراضيها، حيث ظهر ذلك جليًا بعد استصدار قانون جديد يُدعى احترام مبادئ الجمهورية، الذي خرج للعلن خلال شهر أغسطس 2021 وجعل الحكومة الفرنسية تبدأ في اتخاذ إجراءات جديدة تجاه المسلمين، حيث شهدت البلاد مناوشات وصلت للمحاكم حول ارتداء المحجبات مايوه شرعي والنزول إلى حمامات السباحة الفرنسية، وصولًا إلى التدقيق في أنشطة بعض المسلمين واختبار مفاهيمهم والتأكد من سلامتها قبل تجديد إقامتهم.
حسن إيكوسين هو شيخ من أصول مغربية يعيش بفرنسا منذ عشرة أعوام ولكنه لا يحمل الجنسية الفرنسية، يواجه خطر الطرد خلال الفترة الحالية، حيث قالت صحيفة لوبوين الفرنسية، إن سلطات باريس تعمل على التدقيق في المفاهيم التي يدين بها.
قالت لوبوين إن الشيخ مشهور بطريقة ما بفرنسا، حيث أن المسلمين يحبونه ولديه آلاف المتابعين على قناته بيوتيوب،
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من عدم إفصاح الشيخ لأي أفكار أثناء خطبه تروج لأفكار مضادة للسامية، ولكن الحكومة الفرنسية تعمل خلال الفترة الحالية للتدقيق في أفكار الشيخ المغربي لمعرفة مواقفه من العديد من الموضوعات، وعلى رأسها معرفة موقفه من العديد من المسائل الاجتماعية، ورأيه في العلمانية والمقارنة بين الشريعة وقوانين الجمهورية والمساواة بين الجنسين.
واعتاد الشيخ حسن على التركيز في خطبه بالمساجد حول ضرورة أن تقود الشريعة جميع تصرفات المؤمنين سواء الخاصة أو العامة، وفيما يخص المرأة فيتحدث الشيخ دائمًا عن ضرورة أن تفعل المرأة كل شيء لإسعاد زوجها وأن تكون مستعدة لأن يُستشهد.
البوركيني بفرنسا
وكان المجلس المحلي لمدينة جرونوبل الفرنسية قرر الإقرار بالسماح للمحجبات النزول لحمام السباحة بالبوريكيني، ثم تدخلت الحكومة وتم إلغاء القرار.
وانتقد جيرالد ديرمامان، وزير الداخلية الفرنسي، قرار المجلس المحلي لمقاطعة جرونوبل الفرنسية، الذي صوت أعضاؤه على تعديل قلوائح وقوانين المقاطعة؛ حتى يتم السماح للمحجبات بارتداء المايوه البوركيني داخل حمامات السباحة التابعة للمقاطعة، واصفًا هذا القرار بـ المتعارض مع مفاهيم العلمانية.
وتدخلت الحكومة الفرنسية، في قرار محكمة جرونوبل، ومجلسها المحلي، وقررت إيقاف السماح للمحجبات بارتداء المايوه البوركيني داخل حمامات السباحة؛ لما قد يحتوي عليه من دعم للتطرف الإسلامي في فرنسا، حيث أن البلاد شهدت- تحت حكم ماكرون- تمرير قرار يقضي بوقف أي نشاط يدعم الانفصال الديني، حيث أن الدولة الفرنسية منفصلة منذ أمد بعيد عن الكنيسة.
وعلق وزير الداخلية الفرنسي على قرار الحكومة، قائلًا: أخبار جيدة رائعة.
من جهته رفض المجلس المحلي، قرار الحكومة، وتقدم بطعن على القرار، ومن ثم انتقلت القضية إلى المحكمة الفرنسية العليا.
ولم ينص قانون جرونوبل، على السماح بارتداء البوركيني بصفة خاصة، بل يقضي بأن ترتدي جميع النساء أي زي يرغبن فيه، على أن يُسمح للرجال والنساء بارتداء مايوهات تغطي أجسادهم بشكل كامل، أو تكشف النساء الجزي العلوي من جسدهن مثل الرجال.