آثار الحكيم تفتح قلبها لـ القاهرة 24 بعد غياب: العَجَز نعمة علشان نعوّض تقصيرنا بحق ربنا | حوار
قررت ترك الشُهرة والأضواء، والاختفاء عن الأنظار التي لطالما باتت تحت ظلها طيلة مشوارها الفني، مُحققة نجاحات عدة، ولم يكن اعتزالها التمثيل عام 2009 هو الحل الوحيد الذي توصلت له حتى تعيش حياة هادئة، حسبما وصفت، لكنها قررت كذلك الابتعاد عن كل ما يخص الفن والشهرة والأضواء؛ إنها الفنانة آثار الحكيم التي تركت بصمة قوية في قلوب جمهورها حتى يومنا هذا، رغم فترة الاعتزال والابتعاد عن الأضواء.
لن ننسى الأدوار المميزة التي قدمتها آثار الحكيم طيلة مشوارها الفني، فهي سميرة في الملاعين، وتهاني في صيام صيام، ومنى في الرجل الذي أحبه، وهي سهام في علاقة خطرة، وعصمت في طائر على الطريق، وألفت في الإخوة الغرباء، ونعمة في الدباح، وفوزية في ملكة الهلوسة، وسهام في من يطفئ النار، وسلوى في فقراء لا يدخلون الجنة.
ولن ننسى نعيمة في النمر والأنثى، وأماني في سفر الأحلام، وهند في حب وأشياء أخرى، ومنار في لعبة الأشرار، وفاطمة في شاويش نص الليل، وهدى في قانون إيكا، ولن ننسى كيف أبدعت في تقديم شخصية الفتاة المغلوبة على أمرها في نحن لا نزرع الشوك، واستطاعت أن تترك بصمتها بشخصية ظريفة في ترويض شرسة، وغيرها من الأدوار والشخصيات التي حفرت من خلالها اسمها بحروف من نور.
مضى 13 عامًا على قرار اعتزال آثار الحكيم منذ أن توجت آخر أعمالها بالمشاركة في مسلسل الوتر المشدود، الذي عُرض عام 2009، وشارك في بطولته معالي زايد، كمال أبو رية، سامح الصريطي، أحمد خليل، مريم فخر الدين، خيرية أحمد، رانيا يوسف، شريف حلمي، محمد كامل، نادية فهمي، سلوى محمد علي، عبد العزيز مخيون، إيناس النجار، أشرف عبد الغفور، أحمد صيام، وآخرين، ومن تأليف عماد نافع وإخراج خالد بهجت.
وفي حوار مع القاهرة 24 فتحت آثار الحكيم قلبها بعد غياب طويل، وكشفت سبب اعتزالها وسر غيابها عن الأضواء وابتعادها عن السوشيال ميديا، ورأيها في حُرمانية الفن.
*ما ردك على شائعات وفاتك؟
استنكر تلك التصريحات التي خرجت رغم عدم مرضي، لكنني لا أخشى الموت، لأنه رحلة يجب أن نمر بها، وهو “الكوبري اللي هيودينا الجنة”.
*لماذا ابتعدت آثار الحكيم عن الظهور؟
لم أعتزل التمثيل فقط، لكنني اعتزلت كل أنواع الظهور، وابتعدت عن الأضواء والبرامج واللقاءات، أشعر أنني تشبعت ولم تعد تجذبني تلك الأمور.. وأدعو الله أن يثبتني.
*كيف تقضين وقتك؟
أعيش حياة طبيعية هادئة بعيدة عن الضوضاء، أذهب إلى السينما والنادي وأهتم بيبتي وعباداتي.
*لماذا لا تتواصلين مع جمهورك عبر السوشيال ميديا؟
لا أفضل الظهور على السوشيال ميديا، لأنها لهو ومضيعة للوقت، وفتنة يمتحننا الله من خلالها ليرى كيف سنتعامل معها، ولو السوشيال ميديا ألهتني فمتى سأجد وقتًا للقراءة ولاحتياجات المنزل، وزيارة أهلي ومشاويري الخاصة، ووردي وعبادتي مع الله.
آثار الحكيم تكشف السبب الحقيقي لاعتزالها التمثيل
*ما السبب الحقيقي لاعتزالك التمثيل عام 2009؟
تشبعت، ولم أعد أستمتع بالتصوير والتمثيل، لأنها مراحل كل إنسان يمر بها، والمثل يقول لو كانت دامت للي قبلي ما كنتش جتلي، ولا يوجد أحد سيظل ناجحًا طيلة حياته.
*ما الدافع القوي الذي حفزك على قرار الاعتزال؟
الحكمة تقول تعيس من لم يتعلم من تجارب الآخرين، فعلى سبيل المثال، فاتن حمامة في الفترة الأخيرة قبل وفاتها كانت تقدم مسلسلًا كل 5 سنوات بسبب كبر سنها وضعف صحتها، ونادية لطفي شكت من قبل من قلة الأعمال التي تُعرض عليها، وأمثلة أخرى لفنانين حاليين، فبالتالي كان علي أن أتعلم.
*هل خشيت من أن تَمُرِّي بتجارب بعض كبار النجوم من عدم وجود أعمال؟
مش لازم أستنى لحد ما يقولوا لي مش عاوزينك والجمهور شبع منك، لكني مؤمنة جدًا بأن الحياة عرض وطلب، وهذه هي سنّة الحياة.
*ما أكثر ما تؤمن به آثار الحكيم؟
أرى أن العَجَز نعمة بعد القوة، ويجعلنا نهدأ ونحاول نعوض التقصير في حق ربنا، لأننا في سن العشرينات والثلاثينات قد نكون قصرنا كثيرًا في حق الله، من صلاة وقرآن، وبخاصة في حياة الفنانين لأن حياتهم مشغولة دائمًا، فربنا يُعجِزُنا حتى يعطينا مهلة لنعوض ما فاتنا ونلحق بأنفسنا، ونصلي الفروض والسنن في أوقاتها ونقرأ القرآن ونتدبر.
*ما رأيك في تحريم البعض للفن؟
الفن ليس حرامًا ولكن كل مهنة بها الحلال والحرام، فالطبيب الذي يستغل مريضه مخطئ، والمعلم الذي لا يراعي ضميره سيحاسب أيضًا، والدكتور الذي يدرس في الجامعة سيسأل عما يقدمه لطلابه، هل سيعلمهم الإلحاد أم سيحدثهم عن الخالق العظيم.
واختتمت آثار الحكيم حوارها قائلة: أتفق مع ما قاله الشيخ الشعراوي: السكينة نقدر نقشر بيها التفاحة أو البرتقالة، وممكن نقتل بيها، وكذلك الحديث عن الفن، يجب أن نسأل أنفسنا ماذا نقدم؟، وهناك آية في القرآن مهمة وخطيرة، تقول: “إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم ۚ وكل شيء أحصيناه في إمام مبين”؛ لذلك كل شيء سيقدمه الإنسان سيسجل عند الله، وسيحاسب عليه، وأنا كفنانة سأحاسب عما قدمت للجمهور.