موظفو التنمية الصناعية يستغيثون بمحافظ المركزي بسبب تردي أوضاع البنك

زعم موظفو بنك التنمية الصناعية، أن «هناك حالة من الاحتقان الشديد والغضب تسيطر عليهم؛ بسبب سياسات رئيس مجلس الإدارة الحالي غادة البيلي»، وادَّعَوْا «أنها تسببت في انهيار أرباح البنك، فضلا عن حالة الانقسام والحقد التي سادت نفوس جميع العاملين بمختلف الإدارات والوظائف القيادية والمتوسطة والصغيرة في البنك»، وذلك وفقا لقول عدد كبير من موظفي البنك.

وقالوا في حديثهم لـ القاهرة 24، أن «البنك مال عام؛ حيث تمتلك الحكومة- عبر وزارة المالية- نحو 82% من رأس ماله، وباقي الملكية تتوزع بين: اتحاد نقابة العاملين بالبنك، وبنك مصر، بالإضافة إلى مجموعة من الأفراد».

استغاثة موظفي بنك التنمية الصناعية بـ محافظ البنك المركزي

وقال موظفو بنك التنمية الصناعية، لـ القاهرة 24: «أنهم أعدو مذكرة؛ لرفعها إلى محافظ البنك المركزي الجديد، حسن عبد الله، سيطالبونه فيها، بسرعة مراجعة أوضاع البنك، والوقوف على أسباب تردي وتراجع ميزانياته بشكل ملحوظ في العامين الأخيرين، وبالتحديد منذ تولي غادة البيلي رئاسة البنك في سبتمبر 2020»، على حد زعمهم.

وأوضح موظفو البنك، في المذكرة التي يعتزمون التقدم بها إلى محافظ البنك المركزي، وحصل القاهرة 24 على نسخة منها،: «إن أرباح البنك شهدت تراجعا عنيفا وفق مؤشرات عام 2022، مقارنة بما كانت عليه في الأعوام السابقة؛ بسبب ما وصفوه بأنه: سوء الإدارة، وسياسة التعيينات لموظفين جدد، ومستشارين، برواتب باهظة، تعادل أضعاف مرتبات الموظفين الحاليين، حتى تضاعف بند الأجور في ميزانية العام الجاري 2022، مقارنة بما كانت عليه في 2020؛ وهو ما ساهم في زيادة الأعباء على البنك»، وفقا لقولهم.

وأضافوا أن «رئيسة البنك كانت تتعمد التأخير في صرف مستحقات موظفي البنك القدامى، مثل المكافآت والمنح الخاصة بالأعياد والمناسبات السنوية، مثل: مكافأة شهر رمضان؛ بحجة أوضاع البنك السيئة، وفي نفس الوقت كانت تدفع ملايين الجنيهات للموظفين والمستشارين الذين جلبتهم بعد توليها رئاسة البنك، ولم يقوموا بأي إضافة حقيقية للبنك، علاوة على الزيادة الكبيرة في بند المصروفات العمومية دون داعٍ؛ ما ساهم في زيادة الأعباء المالية».

 استئجار سيارات فارهة 

وأشار موظفون بالبنك، لـ القاهر 24 إلى أن «رئيسة البنك عمدت- منذ توليها المسؤولية- على استئجار سيارات فارهة لعدد من الموظفين الجدد، كما عيَّنت إحدى الموظفات بإدارة خدمة العملاء، في أحد فروع البنك، وبعد فترة قصيرة عينتها مديرة لأحد الفروع بالبنك، دون وجه حق، ودون خبرة لهذا المنصب، فضلا عن تعيين موظفين في مناصب إدارية لإدارات غير موجودة؛ بزعم أنها قيد التأسيس».

هشام عز العرب مستشار البنك المركزي: يجب أن يكون القادة مستمعين جيدين

مع نقص الدولار.. المستوردين تقترح على محافظ البنك المركزي تحديد مبلغ محدد للاستيراد

ونوهوا بـ: «أن رئيسة البنك أهملت قطاع الائتمان، وهو من أهم القطاعات في البنك؛ ما يهدد قدرة البنك على الاستمرار، كما أنها تتعمد إخفاء البيانات المالية والميزانيات الخاصة بالبنك، حتى عن قيادات البنك، وعدم نشرها في وسائل الإعلام، وفق ما هو معمول به في جميع البنوك».

وواصل حديثهم: «أن رئيسة البنك نسبت إنجازات، مثل: افتتاح فرعي القاهرة الجديدة وستانلي – الإسكندرية، وتوفير خدمة ماكينات الصراف الآلي، إليها، رغم أن جميعا من جهود مجلس الإدارة السابق، وهي لم تبذل أي مجهود فيها؛ سوى افتتاحها رسميا، بعد رحيل المجلس السابق».

استقالة الموظفين ببنك التنمية الصناعية

وفي سياق متصل، قال مصدر مصرفي مُطَّلِع، إن عددا كبيرا من الموظفين العاملين بالبنك، تقدموا باستقالتهم؛ بسبب سياسات غادة البيلي، مؤكدين أن خبرتها المصرفية لم ترتق لأن تكون رئيسًا لبنك حكومي، له دور وطني بارز، لا سيما وأن أقصى منصب وصلت إليه؛ هو رئيس قطاع الخزانة بالبنك الأهلي المصري.

وأوضح المصدر، في تصريح لـ القاهرة 24، أن الكثير من عملاء البنك أبدوا استياءهم من طريقة وأسلوب التعامل المجحفة معهم، وعدم مراعاة الأحداث العالمية والمحلية التي أثرت على أعمالهم، وبالتالي على سداد أقساط القروض.

وأكد المصدر أن تحقيق البنك لنجاحات كبيرة، وارتفاع حجم أرباحه سابقا، مقارنة بالوقت الحالي في ظل تولي البيلي لرئاسة مجلس الإدارة؛ يدل على أن الموظفين القدامى على مستوى المسئولية، ويتمتعون بخبرات كبيرة، وأن محاولة التقليل من شأنهم؛ يعد هدمًا للبنك، يجب المعاقبة عليه.

وأشار إلى أن رئيسة البنك، عقدت اجتماعا مؤخرا، مع رؤساء القطاعات، ووعدت بالإسراع في عملية الهيكلة، والتي هي مستمرة منذ وقت كبير، من خلال إحدى الشركات المتعاقد عليها، لكنها في نفس الوقت، لوَّحت باتخاذ الإجراءات القانونية ضد منتقدي البنك.