الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

لها إيجابيات ومتاعب.. صفحات من مذكرات نجيب محفوظ عن فوزه بجائزة نوبل

نجيب محفوظ
ثقافة
نجيب محفوظ
الأربعاء 31/أغسطس/2022 - 05:44 م

تحيي الأوساط الأدبية الثقافية هذه الأيام ذكرى ميلاد الكاتب الكبير نجيب محفوظ عميد الرواية العربية الذي رحل عن دنيا الناس في 30 أغسطس عام 2006، تاركا حزنا كبيرا في قلوب محبيه.

من المعروف أن نجيب محفوظ هو الأديب العربي الوحيد الحاصل على جائزة نوبل في الآداب عام 1988، ويعلق نجيب محفوظ على هذه الجائزة، مؤكدًا أن لها عدد من المميزات والمضار عليه.

نجيب محفوظ يعلق على جائزة نوبل 

يقول نجيب محفوظ في كتاب صفحات من مذكرات نجيب محفوظ من إعداد الكاتب رجائي النقاش: أما عن تأثير جائزة نوبل، سواء كان التأثير الخاص الشخصي أو العام على مستوى الأدب العربي، فلا شك أن الجائزة كانت مصدر سعادة كبيرة بالنسبة لي، وساهمت في تحسين أحوالي المادية، واتساع حركة الترجمة الخاصة بروایاتی، بل وبالأدب العربي كله، فهناك عدد كبير من الأدباء العرب استفاد بحركة الرواج التي سببتها الجائزة للأدب العربي، وتمت ترجمة أعمال لهم إلى لغات أوروبية، وساهمت نوبل كذلك في زيادة توزيع روایاتی في الداخل والخارج بشكل ملحوظ.

ويتابع نجيب محفوظ: في مقابل هذه المميزات كانت للجائزة مضارها ومتاعبها، وأظن أنها متاعب خاصة بنا نحن وليس بكل الأدباء الذين حصلوا عليها، فمنذ إعلان فوزي بالجائزة لم يمر يوم إلا وهناك طلب لإجراء حوار صحفي أو إذاعي أو تليفزيوني من مصر أو من دول العالم.

ويوضح نجيب محفوظ: هذا الأمر مرهق لي لسببين، الأول: أنه يتعارض مع مزاجي الانطوائي الذي لا يميل إلى الظهور والأضواء، مما جعل ثروت أباظة يردد المثل الشعبي يدى الحلق للي بلا ودان، والسبب الثاني: أن صحتی لم تعد تتحمل مثل هذا الإرهاق البدني خاصة مع تقدم العمر.

نجيب محفوظ يعلق على جائزة نوبل 

ويتابع محفوظ: ومن المتاعب التي سببتها لي جائزة نوبل، تلك المشاعر العدائية التي ظهرت عند بعض الأدباء، واستطعت أن أعالجها وأمتصها بشكل عقلاني، وساعدني في التغلب على هذه المشاعر العدائية فرحة البسطاء التي كنت أصادفها في كل مكان أذهب إليه، أو من خلال رسائل البريد، ففي خلال الشهور الأولى للحصول على الجائزة تلقيت كمًّا هائلًا من الرسائل من كل الدول العربية ومن الدول الأوروبية أيضا، خاصة إنجلترا وفرنسا وألمانيا وفنلندا والسويد، بعضها كان مجرد تحية وإعجاب، والبعض الآخر تضمن آراء وتعليقات كنت أضطر للرد على أصحابها.

ويختتم محفوظ: وبشكل عام فإن الأثر الإيجابي للجائزة كان أكبر بكثير من متاعبها، ويكفي أنها ساهمت في تغيير نظرة الشعوب الغربية إلينا نحن العرب، تلك النظرة التي كانت سائدة في أفلامهم السينمائية وبعض صحفهم غير المحايدة، والتي تصور العرب على أنهم شعوب بدوية، مازالوا يعيشون في الخيام ويعشقون النساء ويركبون الجمال ويحاربون بالسيوف والخناجر، ومن خلال الأعمال الأدبية العربية التي تمت ترجمتها تغيرت هذه الصورة وأدرك الإنسان الأوروبي أننا مجتمعات لها جذورها الحضارية، ولها مشاكلها وهمومها المعاصرة التي تتشابه مع مشاكله وهمومه إلى حد كبير.

تابع مواقعنا