آخرهم أبو جبل.. سهم الزمالك يواصل إصابة الراحلين عن القلعة البيضاء
شعار تاريخي يملكه نادي الزمالك منذ سنوات عديدة، عبارة عن مخلوق غير معروف هويته يحمل سهمًا بيده، تميز به النادي الأبيض طوال تاريخه، وكان أحد أسباب إطلاق لقب –الفارس الأبيض- عليه، ولكن هل يكون هذا الشعار هو حارس القلعة البيضاء؟
واللافت في الأمر هو أن هناك مصادفة تحدث دائما بأن أغلب من يغادرون صفوف نادي الزمالك بشكل غير لائق لا تسير معهم الأمور بشكل جيد، بل تشعر أنهم أصابتهم لعنة أو شيء ما غريب عطّلهم في مسيرتهم فيما بعد القلعة البيضاء بشكل غير مفهوم، والأمثلة كثيرة على هذا وآخرهم هو بطل قصتنا اليوم.
أبو جبل آخر المنضمين لقائمة المصابين من سهم الزمالك
لنبدأ القصة من النهاية، فبالطبع تابع الجميع أزمة محمد أبو جبل حارس مرمى نادي الزمالك السابق، والذي طلب بشكل مفاجئ الرحيل عن النادي بحثًا عن خوض تجربة جديدة خارج مصر، ولكن تسبب هذا القرار في تعرضه لهجوم قوي من الجماهير البيضاء، واتهامه بأنه يبحث عن المال فقط، ولم يعودوا بحاجة له داخل جدران الفريق.
وبالفعل رحل أبو جبل عن صفوف الزمالك، وطار إلى السعودية لينهي الاتفاق مع نادي النصر السعودي، على أن ينضم له خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، وحصل بالفعل على مقدم الصفقة، وسارت الأمور كما كان يرغب حارس الأبيض السابق ولكن ليس لوقت طويل.
فوجئ الجميع بعد أيام قليلة بخروج أبو جبل بتصريحات بأنه تم إبلاغه ببطلان اتفاقه مع النصر وفسخ العقد، مؤكدًا أنه لديه مستحقات مع النادي، وسيقدم شكوى ضده لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، ولكن جاء رد النصر سريعا بأنه ليس عليه أي خطأ فقد تأكد أن اللاعب ليس حرًّا ومرتبط بعقد مع الزمالك، وبالتالي تم إبلاغه بأن الاتفاق باطل.
وليت الأمر انتهى عند هذا الحد، بل إن نادي النصر أكد أنه سيقدم شكوى ضد أبو جبل أيضا لاسترداد المقدم الذي حصل عليه، واللاعب مهدد بالإيقاف لمدة 4 أشهر، بل والأزمة الأكبر أن سوق الانتقالات الصيفية سينتهي اليوم الخميس 1 سبتمبر بشكل رسمي، أي أن اللاعب لا يملك وقتًا لحل هذه الأزمة وحسم الاتفاق مع نادٍ آخر، وبالطبع لن يعود إلى صفوف الفارس الأبيض الذي أضاع على نفسه حتى أن يحتفل معه بلقبي كأس مصر والدوري المصري، اللذين حصدهما هذا الموسم، ويكون آخر المصابين بسهمه.
إصابات سابقة لسهم الزمالك
وكان أبو جبل آخر ضحايا سهم الزمالك عقب الرحيل عن القلعة البيضاء، ولكن سبقه عدد كبير جدا من اللاعبين أصابهم سهم الفارس الأبيض أو لعنته عقب مغادرة القلعة البيضاء، وتعرضوا إلى أشياء غريبة في مسيرتهم بعد ذلك، سواء كان التراجع في المستوى أو الغياب عن حصد البطولات أو الدخول في مشكلات دون أسباب أو كثرة الإصابات، والأمثلة عليها كثيرة، ولكن سنتحدث عن بعضهم بالتفصيل في السطور التالية:
-فرجاني ساسي
يعتبر التونسي فرجاني ساسي من أميز لاعبي خط الوسط المحترفين الذي وجدوا داخل الزمالك على مر تاريخه، وقد تمكن بمستواه وأهدافه المميزين من أن يكسب حب الجمهور ويحقق الإنجازات مع النادي، فقد خاض 102 مباراة بمختلف البطولات مع الفارس الأبيض طوال مدته منذ موسم 2018/2019 وحتى 2021/2022 وسجل خلالها 16 هدفا وصنع 17 آخرين بخلاف تميزه في مركزه، وحصد 6 ألقاب خلال هذه الفترة فقط ما بين الدوري المصري وكأس الكونفدرالية والسوبر الإفريقي والكأس المصري والسوبر المصري.
ولكن بشكل مفاجئ قرر ساسي أيضا الرحيل عن الزمالك وخوض تجربة جديدة، ولم يوافق على تجديد عقده مع النادي رغم حاجته الشديدة له لتغضب منه الجماهير بشكل كبير، وبالفعل رحل اللاعب وانضم إلى صفوف الدحيل القطري في موسم 2021/2022 وحتى اليوم، ولكن لم يحالفه الحظ بشكل كبير حتى الآن فقد خسر عددا كبيرا من متابعيه بخلاف تراجع مستواه، فقد خاض في هذه الفترة 25 مباراة فقط بمختلف المسابقات سجل خلالها 4 أهداف وصنع 3 آخرين، وحصد لقبا وحيدا وهو كأس أمير قطر الموسم الماضي، بل ويوجد هذا الموسم في المركز الثالث من الدوري مع فريق.
-نادر السيد
-لو عاد بي الزمن لن أنتقل إلى الأهلي- تصريحات قالها نادر السيد حارس مرمى الزمالك والأهلي أكثر من مرة في أكثر من مقابلة تليفزيونية، فقد كان من ناشئ الزمالك منذ الصغر وصعد إلى الفريق الأول منذ موسم 1992/1993 حتى موسم 1998/1999 وكان من الحراس المميزين على مستوى مصر، ليخرج بعد ذلك لخوض رحلة احتراف في بلجيكا، وانتقل إلى عدة أندية حتى عاد إلى مصر ولكن ليس عبر بوابة الزمالك بل الاتحاد السكندري، ومنه انضم إلى المصري البورسعيدي، ومنه إلى الأهلي في موسم 2005/2006 واستمر معهم موسما واحدا، ثم انتقل إلى إنبي واعتزل هناك في موسم 2008/2009.
وكان هدف نادر السيد من قراره هذا بالانضمام إلى الأهلي هو المشاركة في بطولة كأس أمم إفريقيا 2006 مع منتخب مصر، ولكن كانت الصدمة أنه لم يشارك في البطولة، وبالطبع أمام ذلك خسر جماهير الزمالك التي انتقدته وهاجمته، ليخرج بعد كل هذا وبعدما أصابه سهم الفارس الأبيض ليؤكد على زمالكاويته الشديدة وانتمائه للنادي فقط وندمه على قراره هذا، بل إنه قرر أن يكمل نجله مسيرته في الزمالك، وبالفعل كان أحمد نادر السيد من أكثر الحراس تميزا في قطاع ناشئين الفارس الأبيض، أما عن والده فلم يحصد طوال مسيرته سوى بطولتين مع كل الأندية التي لعب لها، وهما لقب الدوري المصري مع الزمالك والأهلي.
-محمود عبد المنعم كهربا
يعتبر كهربا جناح الأهلي، من أكثر المتضررين من إصابة سهم الفارس الأبيض، فقد انضم إلى صفوف الزمالك في موسم 2015/2016، وتألق وظهر اسمه بشكل بارز وحقق العديد من الإنجازات والبطولات وأصبح من اللاعبين المقربين لجماهير الفريق بالرغم من أنه كان من ناشئي المارد الأحمر، ولكنه أكد أنه نسي ماضيه وأصبح زمالكاوي وحصد مع الفريق 4 بطولات، وأصبح أحد النجوم المميزين في مصر بشكل عام، ولكن بشكل مفاجئ اتجه كهربا إلى طريق آخر، وخرج إعارة إلى ديسبروتيفو دي أفيس البرتغالي موسم 2019/2020، بعد سلسلة كاملة من الخلافات داخل النادي.
ولكن كانت المفاجأة أنه قرر فسخ عقده مع الزمالك من طرف واحد والانضمام إلى الأهلي في العام نفسه في صدمة قوية للجميع، ليقرر الزمالك مقاضاته ويخسر كل جماهير النادي التي ساهمت في صناعة اسمه، ولكنه لم يهتم إلى كل ذلك، وأكد على سعادته الكبيرة بالعودة إلى بيته مرة أخرى حتى –سيقوم بجمع الكرات، ولكن لم يعلم كهربا أن فرحته لم تكتمل، فلم يشارك مع الأهلي في عدد كبير من المباريات ولم يقدم المستوى المطلوب، وظل كثيرا على دكة البدلاء على عكس وضعه في القلعة البيضاء، وكانت الصدمة الأقوى والأكبر صدور حكم نهائي غير قابل للطعن من المحكمة الرياضية "كاس" بتغريم كهربا بمبلغ 2 مليون دولار و5% فوائد بشأن القضية التي رفعها الزمالك ضده بسبب انضمامه إلى المارد الأحمر.
وظلت الضربات تتوالى على كهربا فقد تم إيقافه من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" حتى تسديد الغرامة التي صدرت ضده من المحكمة الرياضية منذ مارس الماضي، وحتى وقتنا هذا لم يخض اللاعب أي مباراة ولا يزال موقوفا بل وهذه الأزمة تهدد مستقبله الكروي بشكل كبير، لأنه غير قادر على تسديد هذا المبلغ الضخم، وحتى بصيص النور الذي ظهر له انطفأ سريعًا فبعد تأكيد ياسين منصور رئيس شركة الأهلي لكرة القدم أنه سيتحمل جزءا كبيرا من هذه الغرامة استقال هو نفسه من منصبه منذ عدة أيام، وبسبب مشكلات المارد الأحمر الكثيرة مؤخرا انشغل النادي عن أزمة لاعبه، وحتى الآن يواجه المصير المجهول.
-رضا عبد العال
كان رضا عبد العال من أبرز وألمع نجوم مصر خلال وجوده في الملعب، وكان من أمهر اللاعبين في مركزه مع نادي الزمالك الذي ظهر معه منذ موسم 1987/1988 حتى 1993/1994، حقق خلالها العديد من الإنجازات وصنع اسما مميزا في تاريخ كرة القدم المصرية وثبت اسمه في أذهان جماهير القلعة البيضاء، حتى تلقت الجماهير صدمة كبيرة بانضمامه إلى الأهلي في موسم 93/94، وظل معه حتى موسم 98/99 ولكنه اعتزل في النهاية في صفوف القناة موسم 2000/2001.
وأكد رضا عبد العال في مقابلة تليفزيونية له فيما بعد أن الأهلي لم يضف له، والذي ساهم في نجوميته فقط هو نادي الزمالك، مؤكدا أنه انضم إلى المارد الأحمر بسبب تجاهل النادي الأبيض لتجديد عقده، وظل عامين لا يتقاضى راتبه مع الأحمر ويدفعه إلى ناديه من أجل تسديد مستحقاته، ولكن لم تسر الأمور بشكل جيد معه في تجربته الجديد فطوال هذه الفترة لم يخض سوى 50 مباراة سجل خلالها 7 أهداف وصنع 11 آخرين، ولم يتمكن من إنهاء مسيرته في نادٍ كبير مصابًا بسهم الفارس الأبيض.
-أحمد حمودي
بعدما استقبل الزمالك حمودي في موسم 2015/2016 قادما من صفوف بازل السويسري على سبيل الإعارة، وساهم في صناعة نجوميته واسمه في الكرة المصرية وتحقيق العديد من الإنجازات وإظهار اسمه بشكل واضح في الساحة الكروية المصرية من جديد، قرر أنه لن يرد هذا الجميل ورحل عن الأبيض رافضا توقيع عقد نهائي مع الفريق ليخوض بعض التجارب في الخارج سواء مع بازل أو الباطن السعودي، ولكنه قرر بشكل مفاجئ الانضمام إلى الأهلي في موسم 2016/2017، ليتلقى هجوم شديد من جماهير القلعة البيضاء.
ولكن لم يكن الأمر مثلما كان يخطط له فقد ظل حبيس الدكة لفترات طويلة ولم يقدم مستوى مميزا مما أخفاه عن الأضواء والشهرة، ودفع النادي للتخلي عنه في أقرب وقت لينضم إلى صفوف بيراميدز في 2019/2020، ومنه إلى المصري الموجود معه حاليا ليختفي نهائيا عن أعين الجماهير، ويبتعد عن الإنجازات والأضواء حتى يصل الأمر إلى أن بعض الجماهير لا تعرف ناديه الحالي، ويظل حمودي في هذه المتاهه متأثرًا بإصابته من سهم الفارس الأبيض.
-حمدي النقاز
جاء الظهير التونسي حمدي النقاز إلى الزمالك في موسم 2017/2018، وتألق بشكل كبير مع الفريق وقدم مستوى مميزا جدا، وحقق 3 ألقاب وهي لقب كأس مصر مرتين، ولقب كأس الكونفدرالية، وبعد كل هذا دخل في خلافات ضد النادي الأبيض ورحل عن النادي وقرر مقاضاته في المحكمة الرياضية، وفسخ عقده معه من طرف واحد، مؤكدًا أن السبب في ذلك هو تأخر مستحقاته من جانب النادي لفترة طويلة جدا.
ولكن بعد رحيله عن الزمالك لقي النقاز مصير من سبقوه بهذا القرار وبطريقة الخروج غير اللائقة، فلم يحالفه الحظ في أي نادٍ انضم له، واختفى عن الأضواء بشكل كبير، بل فوجئ بقبول المحكمة الرياضية الطعن المقدم من النادي الأبيض على قضية النقاز، ورفع الغرامة المالية عن النادي، وعقوبة إيقاف القيد التي تسبب فيها لهم، وتصالح النادي معه وعاد للفريق ولكن رحل في نفس الوقت، وانضم إلى أهلي جدة موسم 2021/2022 ولم يحقق أي إنجاز أيضا منذ خلافه مع الأبيض، بل إنه رحل عن النادي السعودي بعد عدة شهور قليلة في الموسم نفسه، وهو حتى يومنا هذا لاعب حر بلا نادٍ.
هل سيتجنب اللاعبون سهم الفارس الأبيض؟
واللاعبون السابق ذكرهم ليسوا هم فقط من تعرضوا إلى إصابات قوية من سهم الفارس الأبيض، بل يوجد لاعبون آخرون مثل أحمد الشناوي وجمال عبد الحميد وعمر جابر وجمال حمزة وباسم مرسي وغيرهم الكثير جدا.
ولكن الأهم هنا هو هل بالفعل الزمالك يرسل سهمه هذا ليصيب أي لاعب يرحل عن النادي بشكل غير لائق أو يتخلى عنه في وقت صعب، أو ينضم إلى غريمه التقليدي، وهل سيبدأ اللاعبون في ملاحظة هذا الأمر وتجنبه قليلا، ويبدوأ في توخي الحذر من اتخاذ قرار الرحيل عن القلعة البيضاء في أي وقت.