الأحد 17 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أين الإعلام الهادف؟

السبت 03/سبتمبر/2022 - 08:46 م

كان في فترة الثمانينات والتسعينيات برامج لها هدف محدد مثل اختبار ثقافة الناس في الشارع مثل برنامج كلام من ذهب وبرامج تتحدث عن الدين وأحكامه وبرامج تتحدث عن الجريمة وعقوبتها وبرامج تتحدث عن القانون وبرامج مخصصة للأطفال ليس لتسليتهم فقط وإنما دمجوا التسلية بمعلومات عن طريق إدخال المعلومة من خلال القصة والحكاية وغرس قيم مفيدة للأطفال.  

وكانت هناك أيضا برامج تتحدث عن الثقافة الشعبية للمصريين من أغاني شعبية وأغاني في الموالد وحكم وأمثال شعبية  قديمة وبرامج تتحدث عن عادات وتقاليد أهل الصعيد والفلاحين وعن أهل النوبة، وبرامج أخرى تتحدث عن السياسة وأحوالها وهكذا. 

لم تقتصر المواد الإعلامية على البرامج، لكن أيضا كانت توجد مسلسلات تتحدث عن القيم والأخلاق الأصيلة التي تمثل الشعب المصري، حتى ولو كانت مسلسلات قليلة وكانت كذلك الأفلام تتحدث عن واقع الشعب وأموره وتتحدث عن جوانب الحياة كلها مثل فيلم (أريد حلا) الذي ناقش قضايا الطلاق والذي تم تغيير القانون بسببه.  

وفي شهر رمضان الذي كانت تتسابق فيه القنوات لنشر الثقافة من خلال الفوازير وحلها ومسلسلات رمضان التي لا يوجد بها مشهد مخل ولا لفظ خارج طوال الشهر، تغير الوضع الآن فأصبحنا نرى المسلسلات الماجنة في رمضان وتعرض لقطات رقص وألفاظ خارجة تخدش الحياء في الشهر الكريم دون مراعاة له.  

وفي هذه الأيام تركز الأفلام على العشوائيات فقط وعلى كم الأسلحة والمعارك التي تدار في الشارع المصري، وكأن مصر تحولت إلى ذلك، وبرامج هذه الأيام كذلك لا تستضيف إلا فنانا أو مغنيا شعبيا والبرنامج كله عبارة عن أسئلة في حياة الفنان الشخصية وأسئلة تُشعل الخلاف وتنزل الوقيعة بينه وبين زملائه من الفنانين كي يكسبوا التريند بهذه الأسئلة.  

وهكذا كل البرامج على نفس الشاكلة إلا ما رحم ربي، فإلى متى سنظل على هذا الحال  فبذلك سوف يخرج جيل ركيك الثقافة ضعيف القيم والأخلاق شحيح المعلومات، فإذا سألت أي شاب يمشي في أي شارع عن أديب من الأدباء أو شاعر من الشعراء أو تاريخه فلن يجيب، وإذا سألته عن عالم أو سياسي أو رجل دين أو حتى عن حادثة تاريخية أو ثقافية أو دينية فلن يجيبوا إلا ما ندر منهم وأصبحنا نرى الشباب يقلد العنف الذى يراه في المسلسلات والأفلام ويتلفظ بالألفاظ الخارجة التي يسمعها وحدثت أكثر من حادثة أكدت ذلك.  

ومن هنا لا بد لنا من وقفة كي نجد حلا لكل هذا، والحل يكمن في اجتماع المسؤولين عن هذه المنصات الإعلامية لكى يتم إعادة صياغة البرامج وإنشاء برامج مفيدة تنشر الثقافة العامة لكل جوانب الإنسان كما كان في السابق وأن تكون هناك خطة لنشر هذه البرامج بما يتناسب مع وقت المشاهد ووقت جلوسه في المنزل، ويتم عمل مسلسلات وأفلام ترصد الواقع ومشكلاته وتناقش حلول لهذه المشكلات بما يعود بالنفع على الجميع. 

تابع مواقعنا