ذاكرة الأمثال.. زي ديك الخمسين عريان ومزنطر
تلعب الأمثال دورا مهما في حياتنا، فهي ليست كلمات نقولها في مواقف معينة من أجل التسلية أو الضحك، ولكن الأمثال تزود بالخبرات اليومية والحياتية.
ولعل الأمثال أيضا تمثل ذاكرة الشعوب فهي تحفظ لنا تراث الأجداد، وتجعلنا نتبع ما ساروا عليه من صواب، ونتفادى ما وقعوا فيه من أخطاء، ونأخذ منها الدروس والعبر، لذلك اهتمت الأجيال على مر العصر بتسجيل الأمثال وتدوينها حتى تصل الأجيال التالية.
زَيِّ دِيكِ الْخَمَسِينْ عِرْيَانْ وِمْزَنْطَرْ
من الأمثال الطريفة قولهم زَيِّ دِيكِ الْخَمَسِينْ عِرْيَانْ وِمْزَنْطَرْ، ويؤكد أحمد تيمور باشا في كتابه الأمثال العامية أن الزنطرة بفتح الزاي وسكون النون يقصد بها التعالي والتبجح والتكبر. والخَمَسِين بفتح الخاء والميم هي خمسون يومًا من الحسوم معروفة بمصر تكون قبل شم النسيم، وفيها تُرَبَّى أنواع الدجاج والإوز تُسَمَّن لتُذْبَح في شم النسيم، والديوك العريانة، وهي التي لا ريش عليها، ويُضرَب للصعلوك المتبجح المتعالي وهو عريان لا يجد ما يستره.
زَي سَلَّاقِينِ الْبِيضْ أَوِّلْ بِأَوِّلْ
ومن الامثال أيضا «زَي سَلَّاقِينِ الْبِيضْ أَوِّلْ بِأَوِّلْ» والمقصود بقولهم أول بأول: هو الإتيان على الشيء وعدم الإبقاء عليه، ويوضح محمود تيمور باشا في كتابه الأمثال العامية أن المثل يُضرَب في الفقراء ليس عندهم ما يبقى، بل ما يأتيهم يذهب عند الحصول عليه لقلته واحتياجهم إليه؛ أي: هم في ذلك كمن يسلق البيض يلقيه في الماء المغلي ويخرجه ثم يلقي بغيره.