من عتمة الأمية لنور العلم.. رحمة سراج تحارب الشلل الدماغي بالتعليم: نفسي أدخل كلية علاج طبيعي

استاهل ابقى زي البشر.. هكذا بدأت رحمة سراج حديثها لـ القاهرة 24، البالغة من  العمر 34 عامًا، والتي أصيبت بمرض الشلل الدماغي منذ ولادتها، وحاربت الجميع لتكون نموذج يقتدي به، وتصبح قادرة على أن تتعامل وتمارس أمور حياتها بشكل طبيعي، وتحدثت عن ما مرت به طوال فترة حياتها بقدومها بفصول محو الأمية، ومجيئها محافظة القاهرة التي كانت السبب في إحياء حياتها مرة أخرى بعد مرور 33 عامًا من فقد الشغف ونهش المرض بجسدها دون علاج.

رحلة مرض استثنائية منعتها من دخول التعليم 

ولدت رحمة سراج بمحافظة سوهاج، ومرت السنوات عليها برحلة مرض استثنائية منعتها من الالتحاق بالمدارس، وتقول رحمه، إنها انتقلت إلى محافظة القاهرة ومنذ انتقالها تغيرت حياتها  بشكل يتعجب منه الجميع، وأصبحت قادرة أن تفهم البشر وبدأت الحديث معهم وهذا لم يكن يحدث من قبل، مشيرة إلى أنها بدأت تفكر في الاشتراك بفصول  محو الأمية وبالفعل فامت بذلك وبدأت رحلة دراستها.

وأضافت رحمة سراج خلال حديثها لـ القاهرة 24، أنها تتحدى مرضها لتبدأ حياة جديدة مختلفة بعد الـ30، بها المزيد من النجاح والتوفيق، متابعة: أنا الآن بالصف الثاني الإعدادي وأذاكر دروسي بشكل مستمر ولا أشعر أنني ينقصني شيء، وأفكر دائمًا  بالنجاح.، مؤكدة أن والدتها  هي صاحبة الفضل عليها حيث قامت بمساعدتها في أشد الأوقات التي مرت بها.

وتابعت: مرضي سببلي عائق زمان لكن دلوقتي هعافر عشان مستقبلي، أنا بوجه رسالة لجميع أولياء الأمور اللي عندهم طفل من ذي الهمم، دا ربنا بيحبهم لازم يدوهم مساحة يخرجوا للمجتمع ويكونوا صداقات ده ييفرق معاهم من كل النواحي نفسيًا وصحيًا وهيتفتحله أبواب كتير لم تكن ف الحسبان، وممكن يبقى في يوم حاجة عظيمة. 

أصبحت مصدر أمل لأمهات وأطفال كثيرة 

وأوضحت رحمة، أنها أصبحت مصدر أمل لأمهات وأطفال كثيرة، وأنها أصبحت إنسانة مختلفة بتعاملها مع البشر، مشيرة إلى أنها تقوم حاليًا بنقل تجاربها عن طريق تصوير فيديوهات تحمل نصائح للأهالي، متابعة: اسمي بيحمل نصيبًا من الرحمة، وبيضربوا بي المثل للأطفال اللي عندهم مشاكل حركية. 

نفسي التحق بكلية علاج طبيعي

نفسي التحق بكلية علاج طبيعي.. هكذا تمنت رحمة أن تستكمل دراستها حتى تلتحق بتلك الكلية، وتحلم أن تتقبلها بحالتها ولا تمنعها كما فعلت المدارس في محافظاتها، موجه رسالة لذوي الهمم، قائلة:  ماتتكسفش إنك عندك مشكلة أو مرض بالعكس، ده ربنا ميزك في الدنيا وميز أهلك بيك عيش وانبسط وأسعى أنك تكون أفضل دائمًا وأنت راضي.

توجه الشكر للهيئة العامة لتعليم الكبار

واختتمت رحمه: بشكر الهيئة العامة لتعليم الكبار لإتاحة الفرصة لي رغم مرضي، مؤكدة أنهم بذلوا كل الجهد لتحصل على شهادة محو الأمية، وأن أسعد يوم في حياتها كان يوم تكريمها في حفل اليوم العالمي لمحو الأمية العام الماضي.

من محو الأمية إلى دكتوراه في التربية.. أنور شفيع: النجاح هو أساس تكوين الإنسان

هيئة تعليم الكبار تنظم ورش عمل لتحسين الكفايات الرقمية لدى معلمي محو الأمية | صور