مشهد أبكى الحضور.. أب يتسلم شهادة تخرج ابنته بعد أيام من وفاتها
كعادة أي أب، كان يكد ويتعب ويُنفق الغالي والنفيس لأجل ابنته وشقيقاتها عسى أن يراها أفضل الناس وتحصد أعلى الدرجات العلمية، وبالفعل لم تخذله فتاته واستمرت على منوال النجاح عامًا بعد عام حتى التحقت بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات جامعة الزقازيق، وطوال سنوات دراستها استمرت في التفوق والنجاح حتى وصلت إلى أقصى ما يمكنها الوصول إليه في حياتها بعدما حانت لحظة القدر وفارقت الحياة قبيل تخرجها.
والد أمينة عمر محمد عصفور يتسلم شهادة تخرجها بعد وفاتها
أمينة عمر محمد عصفور.. كان اسم الفتاة يُنده دون مُجيب! وذلك لحظة إعلان تخرجها في حفل التخرج بين المئات من قريناتها، ليجيب الأب على المنادي، وبخطى ثابتة يذهب ويتسلم شهادة تخرج ابنته وكأنه يُسلم عليها في حضرة ما تبقى لها من أثر واسم بين أهل الدنيا، وفي الخلفية علا نحيب زميلات ابنته، لكن إلى جوار كتفه الأيمن كانت هناك ابنته الثانية تبكي شقيقتها وتواسي والدها.
غيب الموت أمينة عمر محمد عصفور، وغابت بجسدها ووجودها عن حفل التخرج، لكن إحدى المسؤولات في كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات جامعة الزقازيق، التي كانت تُقدم حفل التخرج، رثت الفتاة بكلماتٍ مؤثرة: بكامل الحزن والأسى ننعى وفاتها.
وقالت المقدمة وصوتها يكاد يبكي: ننعى وفاة زميلتنا الخريجة أمينة عمر محمد عصفور، ويتسلم التكريم نيابةً عنها والدها.
أعقب الكلمات الحزينة بكاء شقيقة الفتاة الراحلة وهي تمسك أطراف جلباب والدها، الذي بكت ملامحه بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وتقدم بخطواتٍ ثابتة وملامح واجمة نحو المنصة ليتسلم آخر ورقة وشهادة مكتوبة غير شهادة الموت باسم ابنته أمينة عمر محمد عصفور.
عاد الأب أدراجه إلى منزله في قرية كفر عطا الله في نطاق مركز بنها بمحافظة القليوبية، وهناك أمسك بالشهادة التي تحمل اسم ابنته الراحلة أمينة عمر محمد عصفور تكريمًا لها، وأخذ في تقبيل الشهادة قبل أن يضعها رفقة ما تبقى من أوراق تحمل اسم ابنته، ولسان حاله يقول ارتاحي يا صغيرتي فالكل حزين لفراقكِ رزقكِ الله وعوضك بنعيم الجنة.