حاول إنقاذ طفل فغرق معه.. القصة الكاملة للمُعلم المفقود في حادث المعدية النيلية ببني سويف
سَطر محمد إبراهيم داهش 55 عامًا، مُعلم دراسات اجتماعية، مقيم قرية الرياض التابعة لمركز ناصر بمحافظة بني سويف موقفا بطوليًا، أثناء ذهابه لزيارة المقابر، لكن شجاعته انتهت بتقديم حياته فداء لإنقاذ طفل من الغرق في حادث المعدية النيلية ببني سويف.
حكاية المُعلم الشهم ضحية حادث المعدية النيلية ببني
استيقظ "محمد إبراهيم" كعادته صباح كل يوم جمعة للتوجه إلي زيارة المقابر، ولم يكن يّعلم هذه المرة أنه سيصبح في تعداد الموتى، وعند وصوله إلي المعدية النيلية بقرية اشمنت التابعة لمركز ناصر شمال محافظة بني سويف، صعد إليها وكانت تستعد للتحرك وبسبب تزاحم المواطنين فوجئ الجميع بسقوط باب المعدية ومعه أكث ر من 17 شخصًا وعددًا من الدراجات البخارية، وكان ضمن الذين سقطوا في المياه طفلين شقيقين، كانا في طريقهما لزيارة قبر والدهما المتوفى منذ عام واحد.
واستطاع المُعلم الشهم إنقاذ أحد الأطفال الأشقاء من الغرق وبعد أن وصل به إلى الشاطئ عاد لإنقاذ الآخر ويدعي مروان عمره 9 سنوات، لكنه فشل في ذلك بسبب شدة تيار المياه فغرقا معًا، ليسطر قصة بطولية جديدة في الشهامة والتضحية من أجل إحياء الآخرين.
وتجمع أهالي ضحايا حادث معدية محافظة بني سويف، في انتظار انتشال جثماني الغارقين، حيث تكثف قوات الإنقاذ النهري والمسطحات المائية جهودها للبحث عن الطفل والمُعلم المفقودان، بعد سقوطهما في مياه النيل بناحية أشمنت بمركز ناصر ببنى سويف، نتيجة فتح باب معدية نهرية فجأة أثناء عبورها من الجانب الغربى إلى الجانب الشرقى للنيل، وتمكن بعض الأهالي من إنقاذهم قبل الغرق.
وقال عمر محمد "موظف"، تعرض محمد إبراهيم "معلم"، مقيم قرية الرياض، للغرق إثر سقوطه من المعدية والذي كان في طريقه لزيارة قبر نجل عمه، لافتًا إلى أنه استطاع النجاة بنفسه بعدما أنقذ طفلا وعاد لإنقاذ الآخر ولعدم إجادته السباحة فشل في إنقاذه وغرق معه.
من جانبه أكد علي يوسف رئيس مدينة ناصر، أن المعدية حاصلة على التراخيص اللازمة من الإدارة العامة للنقل النهري بوزارة النقل والمواصلات بالقاهرة، وسينتهي ترخيصها في يناير من العام القادم، لافتا إلى أنه يجري مراجعة تلك التراخيص بشكل مستمر.
وأشار إلى توجيهات الدكتور محمد هاني محافظ بني سويف، بإيقاف المعدية لحين مراجعة صلاحيتها الفنية مع الجهات المختصة مع التحقيق في ملابسات الواقعة وصلاحية المعدية فنيا، مع تحرك كافة الأجهزة المعنية لانتشال جثماني المعلم والطفلة اللذان لقيا مصرعهما غرقا.