وسط ترقب صيني | مخاوف من حرب نووية في الغرب.. وقرع لطبول قنابل روسيا في الشرق
غبار الأسلحة النووي يتصاعد تدريجيًا بين روسيا من جهة والولايات المتحدة الأمريكية ومن خلفاها دول القارة الأوروبية، ما ينذر باقتراب صدام نووي بين القوتين العسكريتين الأكبر عالميًا، وسط ترقب من التنين الصيني المحمل بأسلحته النووية موجهًا أنظره صوب تدخلات واشنطن لدعم استقلال تايوان عنه بدعم عسكري وسياسي، الأمر الذي يزيد من مخاوف انطلاق الشرارة النووية الأولى.
حرب نووية بين روسيا وأمريكا
صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أشارت نقلا عن مسؤولين أميركيين إلى أنّ هناك مخاوف من لجوء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتفجير نووي وصفوه بالاستعراضي بعد ما تعرضت له موسكو من خسائر في أوكرانيا، لافتة إلى أن أخطر لحظات الحرب في أوكرانيا لم تأت بعد، كما يمكن أن يتجه الدب الروسي إلى التعبئة العسكرية الإضافية ردا على النكسات الأخيرة.
مخاوف أمريكا وتهديدها الدائم من استخدام روسيا لترسانتها النووية الأكبر عالميًا، وصلت خلال الساعات الماضية إلى أعلى مستوياتها بعدما ذكر جو بايدن الرئيس الأمريكي أن بلاده تحذر روسيا من استخدام أسلحة نووية في حربها على أوكرانيا، إذ أنه لا يمكن لزعيم البيت الأبيض إصدار تحذيرات دون حصوله على معلومات بتحركات نووية لخصمه السوفيتي بثوبه الروسي الجديد.
روسيا تخرج صواريخها النووية
الرد الروسي على تحذيرات سيد البيت الأبيض لم تأتِ متأخرة، فقد أجاب المتحدث باسم الرئاسة الروسية الكرملين، دميتري بيسكوف، على تساؤل له عن إمكانية استخدام روسيا للأسلحة النووية في أوكرانيا، بأن كل شيء مذكور في العقيدة النووية لوريثة الاتحاد السوفيتي.
وهو ما كان أكده سابقًا نائب وزير الخارجية لحكومة بوتين سيرجي ريابكوف، في وقت سابق من الشهر الجاري، أنه يمكن لروسيا استخدام الأسلحة النووية إذا كان وجودها مهددًا لها، مبينًا أن استخدام النووي موجود في العقيدة العسكرية الروسية، وأن وثيقة أساسيات سياسة الدولة في مجال الردع النووي، حددت بشكل شامل جميع السيناريوهات التي يمكن فيها نظريًا استخدام الأسلحة النووية، مثل سيناريوهات العدوان هذه على روسيا وحلفائها باستخدام أسلحة الدمار الشامل أو العدوان باستخدام الأسلحة التقليدية، عندما يكون وجود الدولة نفسها في خطر.
البشرية تنتظر الحرب النووية
الرئيس البيلاروسي ألكساندر لوكاشينكو، الحليف المدلل لسيد الكرملين فلاديمير بوتين، وجه من جانبه تحذيرًا مدويًا بشان الأسلحة النووية واقتراب استخدامها في الساحات الحربية، قائلا إن البشرية على وشك الدخول في صراع نووي في وقت قريب.
الصين يمكن أن تدخل الحرب النووية
ما يمكن وصفه بانه حرب بالوكالة من أوكرانيا لصالح الغرب والولايات المتحدة الأمريكية من جهة وروسيا من جهة أخرى يعيد إلى الأذهان صراعات الحرب البادرة النووية، إذ كانت السمة العامة لأي صراع بين قوتين نوويتين هي الحرب بالوكالة، إذ كانت هناك حروب بالوكالة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، متمثلة في أزمة الصواريخ الكوبية، أزمة يخشى العالم تكرارها في الوقت الحالي بين ذات الدولتين، بعدما أصبحت الصين في المعسكر الشرقي رفقة روسيا في مواجهة الغرب، ردًا على التدخلات الأمريكية لدعم تايوان عسكريًا وسياسيًا للاستقلال عن بكين، وهو ما ينذر التنين الصيني بأنه دعم أمريكي قد يتسبب في صدام عسكري مباشر مع بكين.
فبالنظر إلى الترسانة النووية بحسب بيانات موقع جمعية مراقبة الأسلحة، تتفوق روسيا عدديًا بامتلاكها 6850 رأسًا نوويًا، بينما تصل الترسانة الأميركية إلى 6550 رأسا نوويا، في حين أن الصواريخ التي جرى وضعها في حالة استعداد، تبلغ 1440 رأسا لدى موسكو و1350 لدى واشنطن.
ومع تصدر قوة نووية كبرى على مستوى العالم وظهورها بمظهر وصفته أمريكا بالمعتدي السلطوي في أوكرانيا، يبدو أن هذا يفتح الباب أمام توقعات بأن ينشب الصراع بين الولايات المتحدة الداعمة لاستقلال تايوان والصين من جهة، وبين أمريكا الداعمة لأوكرانيا عسكريًا بشكل واضح وروسيا من جهة أخرى، وهو الصراع الذي لن يكون محدودا بأي حال من الأحوال.