تضاعف عدد القتلى.. احتجاجات إيران تدخل أسبوعها الثاني والجيش يتوعد أعداء النظام
تتواصل الاحتجاجات العارمة في إيران للأسبوع الثاني، وسط غضب متصاعد على خلفية مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني، في مركز للشرطة الإيرانية بعدما اقتادتها شرطة اﻷخلاق الإيرانية عندما كانت تسير مع أسرتها في الشارع، بداعي تثقيفها لمخالفتها ضوابط الحجاب وارتدائها أزياء غير لائقة.
وبعد إعلان وفاة أميني، في مستشفى إيراني بعدما خرجت من مركز الشرطة داخل سيارة إسعاف، يوم الجمعة الماضية، انفجرت أعمال احتجاج غاضبة في أكثر من 50 مدينة إيرانية، ومنذ ذلك الحين تضاعف عدد القتلى حتى وصل إلى أكثر من 36 قتيلا في التظاهرات والاشتباكات مع الشرطة.
ويعتزم إيرانيون مواصلة التظاهرات، غدا السبت، وقال طلاب من جامعة "أمير كبير" في العاصمة الإيرانية طهران، إنهم سيستأنفون التظاهر غدا السبت، وجاء في البيان الذي يعد دعوة للتظاهر والاحتجاج: في هذه الحالة التي يحاول فيها وحوش النظام إسكاتنا عبر التخويف والإرهاب فإننا نعلن أننا سنجبرهم على التراجع بمقاومتنا وصمودنا، كما نشر الطلاب -بحسب وسائل إعلام إيرانية- قائمة بأسماء زملائهم المعتقلين مؤخرا.
وفي مظاهرات ليلة أمس الخميس في العاصمة الإيرانية طهران، هتف المحتجون ضد مرشد إيران علي خامنئي، ورددوا هتاف: "خامنئي قاتل وحكمه باطل". وهو هتاف ردده كثير من المتظاهرين في الاحتجاجات التي تشهدها العديد من المدن والمحافظات الإيرانية منذ أسبوع.
وتخطى هشتاج #مهسا_اميني في موقع التواصل الاجتماعي تويتر 40 مليون مغرد حتى اليوم الجمعة، بعد أن حظيت حادثة مقتل الشابة مهسا أميني على تعاطف في الداخل والخارج الإيراني، وغرد مشاهير الفن والسينما والسياسة تحت هذا الوسم المليوني.
شولتز: مقتل أميني في مركز للشرطة أمر مرعب
من جهته، قال المستشار الألماني، أولاف شولتس، كتب في تغريدة له على موقع تويتر اليوم الجمعة، أن مقتل مهسا أميني، في مركز للشرطة أمر مرعب، وقال: موت مهسا أميني في مخفر شرطة بطهران أمر مرعب. كما يزعجني مقتل النساء الإيرانيات الشجاعات في الاحتجاجات الجارية داخل إيران، يجب أن تعيش النساء بشكل مستقل ودون خوف على أرواحهن وحياتهن.
وفي المقابل، نظم أنصار النظام الإيراني مظاهرات في عدد من المدن الإيرانية بعد انتهاء صلاة الجمعة اليوم، ورددوا هتافات مثل: "الموت للخونة"، و"عملاء أمريكا جاءوا لمحاربة الدين"، في إشارة إلى المحتجين الغاضبين على مقتل الفتاة الكردية.
كما حذر الجيش الإيراني، في بيان اليوم الجمعة، من أنه سيتصدى للأعداء" لضمان الأمن والسلام في البلاد وذلك مع تفاقم وتيرة الاحتجاجات، مشيرا في بيانه أن "هذه الأعمال اليائسة جزء من استراتيجية خبيثة للعدو هدفها إضعاف النظام الإسلامي.
ومن جهته، قال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إنه سيتم فتح تحقيق في القضية ومحاسبة المخطئ، متابعا في تصريحات بمؤتمر صحفي بمقر اﻷمم المتحدة في نيويورك: إذا كان هناك طرف مذنب، فلا بد من التحقيق في الأمر بالتأكيد، قد اتصلت بأسرة الراحلة في أول فرصة وأكدت لها شخصيا أننا سنواصل التحقيق بثبات في الحادثة.
وفي هذا السياق، أعلنت الولايات المتحدة اﻷمريكية، أمس الخميس، فرض عقوبات اقتصادية على شرطة الأخلاق الإيرانية والعديد من المسؤولين الأمنيين لممارستهم العنف بحق المتظاهرين.
وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، في بيان إن هذه العقوبات تستهدف شرطة الأخلاق الإيرانية وكبار المسؤولين الأمنيين الإيرانيين المسؤولين عن هذا القمع، وتثبت الالتزام الواضح لإدارة بايدن وهاريس لجهة الدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق النساء في إيران والعالم.