في ذكرى ميلاد الأستاذ.. هل حاول الموساد الإسرائيلي تجنيد هيكل؟
تحل اليوم الذكرى الـ 99 لميلاد مبدع العمل الصحفي، الأكثر تأثيرًا في أوساط الصحافة بمصر والعالم العربي خلال الـ60 عامًا الأخيرة، الأستاذ محمد حسنين هيكل، الكاتب والمفكر السياسي الدولي، صاحب البصمة الأوضح في الفكر والحياة السياسية خلال الفترة ذاتها، إذ ولد الأستاذ محمد حسنين هيكل في مثل هذا اليوم 23 سبتمبر، في قرية باسوس إحدى قرى محافظة القليوبية.
هل حاول الموساد الإسرائيلي تجنيد هيكل؟
في فبراير الماضي كشف الصحفي الإسرائيلي أمير أورين، محاولة فاشلة لجهاز المخابرات الإسرائيلية الموساد تجنيد الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل خلال ستينيات القرن الماضي، وإقناعه بلقاء مسئولين إسرائيليين أو حتى زيارة إسرائيل.
وخلال مقال نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، قال أورين إن الثقافة الشعبية الإسرائيلية أعادت إحياء ذكرى الصحفي المصري، الذي كان من أشد المعارضين لإسرائيل عن طريق تجسيده كبطل رئيسي في فيلم جديد يحمل اسم صورة النصر، تدور أحداثه في حرب عام 1948، وإن لم يذكر الفيلم صراحة أن تلك الشخصية لهيكل.
ذكرى ميلاد هيكل
وأوضح أورين في المقال، أن الموساد حاول فهم هيكل المقرب جدا من الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، مشيرا إلى أن هذا يتضمن الملفات الاستخباراتية السرية في الأرشيف الإسرائيلي، التي تم رفع السرية عنها قبل أسابيع فقط، كاشفا أن الموساد وضع عملية مفصلة حول هيكل، لإقناعه بالاجتماع مع مسئولين إسرائيليين، أو حتى زيارة إسرائيل.
وأكد أورين، الصحفي الإسرائيلي، أن ملف هيكل في وثائق الاستخبارات الإسرائيلية، الذى يغطي الفترة من 1959 إلى 1960 لم يذكر الهدف النهائي من تلك الجهود، لكن ربما يكون الهدف هو تجنيده أو استخدامه للتأثير على سياسة القاهرة تجاه إسرائيل، أو على الأقل لتغيير مسار الرأي العام المعادي لتل أبيب.
واستكمل: عند استعراض كتابات هيكل ومحاضراته، من الصعب تصديق أن تحويله إلى عميل استخبارات لصالح إسرائيل كان مطروحا على الإطلاق.
وتابع: لقد كان هيكل وطنيا شرسا، مستاء من قوة إسرائيل المتنامية ولم يكن من النوع الذى يغريه المال، ولا شيء في حياته يوحى بإمكانية ابتزازه للتعاون مع الموساد.
وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن ضباط الموساد كانوا يرمزون لهيكل باسم حركي وهو عوزى.
وكشف أورين أن الموساد أراد أن يتواصل جون أو الأكاديمي الأمريكي مع هيكل في نيويورك، على هامش زيارته مع الرئيس عبدالناصر للأمم المتحدة، لكن هيكل غادر نيويورك قبل أن يتمكن أي منهما من الوصول إليه.
وسرد الصحفي الإسرائيلي خطة بديلة لمقابلة هيكل، وهي أن يلتقي سانت جون، هيكل، ثم عضو بعثة إسرائيل بالأمم المتحدة، ومن ثم لقاء عضو أعلى رتبة في حكومة بن جوريون، وأن المسئول الإسرائيلي الكبير هو موشيه دايان.
وكان هيكل واجهة مشرفة وقامة صحفية بلغت مكانة دولية مرموقة بشكل غير مسبوق، ولقب بـ الجورنالجي، وهو أشهر الصحفيين العرب والمصريين في القرن العشرين، ويعد هيكل ذاكرة حقيقية للوطن، وترك رصيدًا هائلًا من المؤلفات الرصينة والقيمة التي أصبحت ذخيرة صحفية وثقافية للأجيال المقبلة، وثّق من خلالها بتفرد كامل، تاريخ مصر والمنطقة.
