بإسناد من السادات.. كواليس ما قبل الضربة الجوية في الذكرى 49 من نصر أكتوبر
ساعات قليلة تفصلنا عن الذكرى 49 لـ حرب أكتوبر المجيدة، والتي تظل الضربة الجوية، إحدى المشاهد العالقة في أذهان الكثير من المصريين، خاصة عندما يرتبط اسمها بالحديث عن حرب أكتوبر المجيد.
في بداية عام 1972 قابل الرئيس محمد أنور السادات، اللواء محمد حسني مبارك، وأسند إليه مسؤولية قيادة القوات الجوية، وأمره بالاستعداد للمعركة المقبلة، ووفقًا إلى واقع شهادات ووثائق نشرتها مجموعة 73 مؤرخين، قال له نصا: عليك منذ هذه اللحظة أن تختار أسلوبا جديدا في استخدام طيرانك.. أسلوب جديد في الهجوم على العدو بحيث تحقق أقصى مفاجأة لطيرانه وقواته، وفي الوقت نفسه تضمن سلامة قواتنا الجوية وقدرتها على الاستمرار، وهذا هو وحده طريق النصر.
الذكرى 49 لـ حرب أكتوبر المجيد
بعد ذلك؛ ذهب قائد القوات الجوية اللواء طيار محمد حسني مبارك إلى غرفة العمليات في يوم الحرب الساعة 12 ظهرا الموافق السبت 6 أكتوبر عام 1973، من أجل الاطلاع على الموقف الجوي فوق الجمهورية وفوق سيناء عند العدو، وتأكد من كل التفاصيل الخاصة بالعملية الهجومية الجوية، وأن العدو لم يشعر بالنية المبيتة للهجوم عليه.
وسرعان، ما عبرت الطائرات المصرية كلها في وقت واحد «خط القناة» على ارتفاعات منخفضة جدا بنحو 20 متر، بعد ضرب مركز القيادة الإسرائيلي الرئيسي في منطقة أم مرجم، وعن طريق حسابات ملاحية دقيقه جدا مُحددة من قبل ومسارات واتجاهات مُحددة، وبسرعات مُحددة متفق عليها بدقة، لضمان عبور كل الطائرات من كل المطارات في وقت واحد، لتحقيق المفاجأة الكاملة للعدو، وبتنسيق كامل مع الدفاع الجوي المصري تم التدريب عليه لعمل مُفاجئة قويه كاملة للعدو الإسرائيلي.
وفي الساعة 2.30 ظهرا تقريبًا؛ عادت الطائرات المصرية جميعها بعد أداء مهمتها خلال ممرات جوية محددة ومدروسة بدقة تم الاتفاق عليها بين قيادة القوات الجوية وقيادة الدفاع الجوي، من حيث الوقت والارتفاع والاتجاهات، حيث كان الدفاع الجوي المصري وقتها منتظر عودة الطائرات المصرية، ليبدأ دوره في الحرب.
ونجحت الضربة الجوية في تحقيق المفاجئة للعدو الإسرائيلي، وتدمير أهدافها المحددة بنسبة تزيد عن 90%، ولم تزد الخسائر عن 5 طائرات مصرية على أكثر تقدير، بنسبة خسائر لا تزيد على 4% من 220 طائرة، وكانت نتائج الضربة وفقًا لما ورد في المراجع الموثوق منها، هي ضرب وشل 3 ممرات رئيسية في 3 مطارات هم: المليز، بير تمادا، ورأس نصراني، بالإضافة إلى 3 ممرات فرعية في نفس المطارات، وقامت تشكيلات جوية من طائرات الميج 17 بإسقاط نحو 10 مواقع بطاريات صواريخ أرض.