استهنت بالرئيس المصري وتفاجأت بقدرته على صناعة السلام.. رسالة وزير خارجية أمريكا لـ السادات وقت الحرب
تحتفل مصر والقوات المسلحة بالذكرى التاسعة والأربعين على نصر السادس من أكتوبر عام 1973.. ذلك النصر الذي قاتل المصريون من أجله، ودفعوا أثمانًا غالية من دمائهم الطاهرة، ليستردوا جُزءًا غاليًا وعزيزًا من أرض الوطن وهي سيناء.
حرب أكتوبر
وتزامنا مع احتفالات الذكرى 49 لانتصارات حرب أكتوبر؛ نستعرض معكم في هذا التقرير؛ أسرار جديدة عن علاقة هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأشهر بالرئيس الراحل محمد أنور السادات.
وكشف وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر؛ أسرارًا جديدة عن علاقته بالرئيس الراحل أنور السادات، في كتاب جديد تطرق خلاله إلى 6 زعماء بينهم السادات بجانب كلًا من الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون والفرنسي شارل ديجول، ورئيسة وزراء بريطانيا مارجريت تاتشر، ومستشار ألمانيا الغربية كونراد أدينور، وأول رئيس لوزراء سنغافورة لي كوان يو.
الذكرى الـ 49 لانتصار أكتوبر 1973
وتطرق كيسنجر في كتابه، إلى الرئيس المصري الراحل، قائلًا: إنه استهان به في بداية معرفته، لكنه فوجئ بقدرته على صناعة السلام - على حد وصفه، كما كتب عن القادة الستة إجمالا: التحدي الذي واجه كل منهم كان ساحقًا بالمعايير التقليدية، ولم يكن هو نفس التحدي، لكن بشكل عام؛ تحدّي للأهداف الأساسية للمجتمع، وبعد فترة من خيبة الأمل وعدم الإنجاز؛ كان لديهم القوة لتطوير مفهوم للتغلب على هذا التحدي وأيضًا أخذ شعوبهم معهم.
وسرد هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي؛ واقعة تحدث فيها عن عدم تقديره في البداية للرئيس السادات، وقال، إنه قبل يوم من حرب أكتوبر 1973، أرسل السادات مبعوثا، وأجرى كسينجر اجتماعين مع المبعوث؛ واحدا في منزل خاص في مقاطعة ويستشتر، والثاني في باريس، أو قُرب باريس أثناء قيامه برحلة أوروبية، وفي كلا الاجتماعين، أوضح كسينجر مفهومهم للمبعوث، الذي رفض هذا المفهوم، وكان مثل السادات.
كما قال كسينجر: على أن أعترف.. استهنت بالسادات عندما قال المبعوث في اللقاء: لو مضى هذا الاجتماع بشكل جيد، فإن الرئيس سيدعوك إلى القاهرة، متابعا: كتبت ملاحظة لمساعدي بيتر رومان الذى كان جالسا بجواري أقول فيها: هل سأكون غير مُهذب لو سألته ما هي الجائزة الثانية؟.
السادات بعث رسالة فى اليوم الثاني من الحرب يقول إنه يريد التفاوض بعد الحرب
واستكمل كسينجر في كتابه قائلا: السادات بعث رسالة في اليوم الثاني من الحرب، يقول إنه يريد التفاوض بعد الحرب، وكنت قد بعثت إليه برسالة تقول: خلال الحرب.. من فضلك ضع في اعتبارك أنك تقاتل بالأسلحة السوفيتية، وسيكون عليك صُنع السلام من خلال الدبلوماسية الأمريكية، لكن عندما التقيت به بالفعل، وكان هذا بعد أسبوعين، بدأ السادات المحادثة، قائلا: أريد السلام، وأريد خطة كسينجر.
وتابع السادات: لكن بما أنك لم تكن متاحًا، فقد وضعت خطة كسينجر، ثم ذهب إلى خريطة وشرح له، حيث قال وزير الخارجية الأمريكي، إن هذا الاستعداد للمضي خُطوة بخطوة بدلًا منا للسعي إلى تسوية شاملة؛ كان إنجازًا.