ثاني أيام حرب أكتوبر.. رئيس أركان إسرائيل: المصريون في القتال لا يرحمون وفقدنا سيطرتنا على قواتنا
في الذكرى الـ 49 للملحمة الخالدة لـ حرب أكتوبر وانتصاراتها العظيمة، نجد في مذكرات المشير محمد عبدالغني الجمسي، بكتاب مذكرات الجمسي حرب أكتوبر 1973، اعترافات رئيس الأركان الإسرائيلي حول موقف القوات الإسرائيلية أمام القوات المسلحة المصرية.
ماذا حدث في يوم 7 أكتوبر 1973
وعن يوم 7 أكتوبر من عام 1973، كتب الجمسي قائلا: إنه في مساء يوم 7 أكتوبر اكتملت صورة الموقف أمام القيادة العسكرية الإسرائيلية في الساعة الحادية عشرة، اعترف بها دافيد إلعازار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بقوله، إن صورة الموقف تكتمل أمام إسرائيل، القوات المصرية تسير بناء على خطة محكمة التفاصيل، فقد عززت قواتها ومواقعها في شرق القناة بأعداد كبيرة من الدبابات والمدرعات والأسلحة الثقيلة.
وأضاف رئيس الأركان الإسرائيلي، حسبما أشار الجمسي في مذكراته، أن القوات المصرية بدأت في تعميق رؤوس الكباري، وتم تنفيذ الهجوم المضاد الإسرائيلي بثلاثة ألوية مدرعة إضافية لقواتنا شرق القناة، وبدأ سلاحنا الجوي بتشكيلات يصل عددها إلى 160 طائرة في مهاجمة التجمعات المصرية مع شعاع أول ضوء يوم 7 أكتوبر، والنتيجة أن الهجوم المضاد انتهى أمره وسقط لإسرائيل تسع طائرات.
وأوضح دافيد إلعازار: ما لم نتوقعه هو أن الطائرات المصرية اشتبكت مع طائراتنا في قتال عنيف وضار، وأجبرتها على أن تدخل مرة أخرى مضطرة مجال الصواريخ أرض / ج، وفي نفس الوقت استطاعت مجموعات من الدبابات المصرية الوصول إلى مركز القيادة في ممر متلا، وحاصرته وهاجمته من جميع الاتجاهات، هذا في الوقت الذي كانت فيه معارك مدينة القنطرة شرق تدور بشراسة ومواجهة عنيفة.
دافيد إلعازار: المصريون يفجرون أنفسهم أمام وفوق المدرعات الإسرائيلية.. إنهم يقبلون تراب سيناء
وأكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي في حرب أكتوبر، أن الهضبة السورية تحولت إلى كتل مشتعلة، فالقتال يسير فيها أعنف أي تصور، وكانت أنباء سقوط المواقع الإسرائيلية، وتقدم القوات السورية في اتجاه وادى الأردن أمرًا مقلقًا للغاية، كما إن المصريين استولوا على حصون القنطرة شرق السبعة الحصينة، إنهم في القتال لا يرحمون، المصريون يفجرون أنفسهم أمام وفوق المدرعات الإسرائيلية، إنهم يقبلون تراب سيناء، كل ذلك يعني قبل كل شيء أن تقديراتنا السابقة حول الجندي المصري وقدرته القتالية والفرق النوعي الذي يفصل بينه وبين الجندي الإسرائيلي كانت خاطئة.
وجاء في كتاب مذكرات الجمسي حرب أكتوبر 1973، كانت إسرائيل من الداخل تعيش في حالة ذعر وقلق بعد تسرب أنباء القتال عبر المحطات الأجنبية، أما الشعب في الشوارع فقد بدأ يشعر بالكارثة، فسيارات الإسعاف تعود محملة بالجرحى من الجبهتين، وكان واضحًا للجميع أن حجم الخسائر البشرية الإسرائيلية كبير نسبيًا إذا قورن بساعات القتال.
وأنهى الجنرال إليعازار رئيس الأركان اعترافه بالنص الآتي: أقول بمرارة إننا من بعد ظهر هذا اليوم – 7 أكتوبر – كنا فقدنا سيطرتنا على توجيه قواتنا في المنطقة الشرقية كلهاـ فقد كان تقدم القوات العربية على الجبهتين الشمالية (الجولان) والجنوبية (سيناء) يسير بمعدل واحد، لقد كنا أمام خطة محكمة تنفذ على جبهتين عريضتين، وكأنها تنفذ على جبهة واحدة.