الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

ثاني أيام حرب أكتوبر.. قصة إغلاق البحرية المصرية الملاحة بالبحر الأحمر وحصار إسرائيل 23 يومًا

القاهرة 24
سياسة
الجمعة 07/أكتوبر/2022 - 10:59 م

49 عامًا مرت على ذكرى نصر السادس من أكتوبر عام 1973، وتحرير سيناء من العدو الإسرائيلي، ولا يزال من دواعي الفخر والعزة والشرف، ما شهدته حرب أكتوبر، ومعركة النصر المبين لجيش مصر العظيم، من دور محوري سطره التاريخ للقوات البحرية المصرية، أسود البحر، في شل بحرية العدو الإسرائيلي في البحرين الأحمر والمتوسط، وضرب أهداف عسكرية هامة للعدو، بالإضافة إلي إغلاق مضيق باب المندب، وإنهاء أسطورة الجيش الذي لا يقهر.

 

حصار بحري لإسرائيل.. القوات البحرية توقف الملاحة نهائيًا بالبحر الأحمر بثاني أيام حرب أكتوبر 

 

وفي إطار الاحتفالات بالذكرى الـ 49 لانتصارات أكتوبر، نستدعي من تاريخ قواتنا المسلحة وجيشنا المصري العظيم، واحدة من بطولات أسود البحر المصريين في شل بحرية الجيش الإسرائيلي، في مثل هذا اليوم 7 أكتوبر ولكن عام 1973، وهو اليوم الثاني للقتال، وثاني أيام حرب أكتوبر.

 

على الرغم من تمكن البحرية المصرية خلال الفترة من 6 أكتوبر حتى 21 أكتوبر 1973 من اعتراض 200 سفينة محايدة ومعادية، إلا أن ناقلة بترول إسرائيلية لم تمتثل لتعليمات البحرية المصرية بالابتعاد عن الخط الشمالي المار بين مدينة جدة السعودية وبور سودان السودانية لأنها منطقة عمليات، فقامت الغواصات المصرية باعتراضها وإغراقها بالطوربيدات، فتوقفت الملاحة نهائيًا منذ يوم 7 أكتوبر في البحر الأحمر.

 

وحدث هذا الإغلاق بمسافة تبعد عن أقرب ميناء مصري بـ 1000 كم في يوم 7 أكتوبر، بالتزامن مع  أنباء وردت من جنوب البحر الأحمر، تعلن أن البحرية المصرية، حاولت إغراق ناقلة نفط محملة بالوقود متجهة إلى ميناء إيلات، وكان ذلك يعني أن هناك حصارًا بحريًا على إسرائيل من جنوب البحر الأحمر، فالممر البحري الجنوبي أصبح مغلقًا أمام حركة السفن الإسرائيلية، والمصريون يفرضون حصارًا بحريًا، على مقربة من مضيق باب المندب.

 

وكانت هناك مهام عديدة ملقاة على عاتق  البحرية المصرية خلال حرب أكتوبر، واستطاعت تحقيقها بنجاح، ومنها معاونة أعمال قتال الجيوش الميدانية وأفرع القوات المسلحة، والإبرار البحري لعناصر القوات الخاصة على الساحل الشمالي لسيناء، والسيطرة على مضيق باب المندب، ومباشرة حق الزيارة والتفتيش واعتراض السفن التجارية ومنعها من الوصول إلى ميناء إيلات الإسرائيلي، وحرمان إسرائيل من جميع إمداداتها عن طريق البحر الأحمر.

 

كما نفذت القوات البحرية المصرية مهمة التعرض لخطوط المواصلات البحرية الإسرائيلية في البحر المتوسط والأحمر بكفاءة تامة، وعلى أعماق بعيدة، والإغارة على الأهداف الساحلية بإسرائيل، وتوفير تأمين النطاق التعبوي للقواعد البحرية في البحرين الأحمر والمتوسط.

 

دور القوات البحرية في حرب أكتوبر

 

وتجلت نتائج استبسال القوات البحرية في القيام بمهامها الوطنية خلال الحرب، حين كان الفريق الجمسي عائدا من المباحثات مع الجانب الإسرائيلي، في منطقة الكيلو 101، للفصل بين القوات المصرية والإسرائيلية، بعد صدور قرار الأمم المتحدة بوقف القتال في حرب 73، وفور دخوله للمشير أحمد إسماعيل، وزير الحربية، حينها، في غرفة عمليات الحرب، وقف الجميع لمعرفة بعض ما دار في تلك المباحثات.

 

ووجه الفريق الجمسي حديثه للمشير أحمد إسماعيل قائلًا: يا فندم ده موضوع قفل باب المندب وجعهم قوي، طوال المناقشات كل شوية افتحوا باب المندب، افتحوا باب المندب، حتى وأنا متوجه لسيارتي للمغادرة، نادى على رئيس الوفد الإسرائيلي، الجنرال أهارون ياريف، مدير المخابرات الإسرائيلية، قائلًا لا تنس فتح باب المندب، بعدها انفرد الفريق الجمسي بالمشير إسماعيل، لاستكمال حوارهما.

 

وكان إغلاق باب المندب، أمام الملاحة الإسرائيلية، حصارًا بحريًا، نفذته القوات البحرية المصرية على إسرائيل، وبدأته في الساعة الثانية والربع من ظهر يوم السادس من أكتوبر، مع بدء هجوم قواتنا المسلحة لاقتحام خط برليف، وتعود أهمية الخطة لأن إسرائيل كانت تستورد من إيران نحو 18 مليون طن من النفط، يمر عبر باب المندب إلى ميناء إيلات لاستخدام جزء منه، وإعادة تصدير الباقي إلى أوروبا.

 

وخلال ذلك الحصار الذي فرضته قواتنا على العدو الإسرائيلي، لم تدخل ناقلة نفط واحدة إلى الموانئ الإسرائيلية، حتى الأول من نوفمبر 1973، عندما سمح الرئيس السادات بدخول أول ناقلة، مقابل إيصال الإمدادات إلى قوات الجيش الثالث شرق القناة، واعتُبرت هذه العملية، التي أُطلق عليها الحصار البحري عن بُعد، واحدة من كبرى المفاجآت التي مُنيت بها إسرائيل، في حرب أكتوبر.

تابع مواقعنا