طومان باي والعثمانيون.. الجزيري مدرس يجسد شخصيات الملوك لتبسيط التاريخ للطلاب
يقف محمد الجزيري، مدرس التاريخ بأحد المدارس الدولية بالجيزة، وسط طلابه، مرتديًا القباء، ومتزينًا بالبردة، واضعًا الخوذة على رأسه، ماسكًا بيده الدرع، يتحرك بهيئة الملوك يمينًا ويسارًا، خلفيته الخريطة يجول من خلالها البلدان مع طلابه، بطريقته التي تبسط على الطلاب مادة التاريخ، فضلًا عن أهميتها في تثبيت المعلومة لديهم.
منذ 3 سنوات والجزيري الحاصل على ماجستير في الحضارة الإسلامية من جامعة الأزهر، يتبع هذه الطريقة في تبسيط المعلومات على الطلاب، خاصة أن أعمارهم صغيرة، يرتدي ملابس الملوك، يتصرف مثلهم، يدمج الطلاب ويربط وجدانهم بالعصر الذي يتحدث عنه، أو السطان الذي يقدم شخصيته، كما هو الأمر، في الصورة التي انتشرت منذ 3 أيام وهو يشرح درسًا للصف السادس الابتدائي عن الصراع بين المماليك والعثمانيين.
عن الحصة التي تم التقاط الصورة فيها، يسرد المدرس تفاصيلها بقوله: المرة دي تقمصت دور طومان باي وعملت مفاجأة للطلاب وقولتلهم في ضيف جاي عندنا، وفاجئتهم بلبس طومان باي وبدأت أحكي عن تاريخ المماليك كواحد منهم، مؤكدًا أن الفكرة أتت بثمارها: الطلاب استمتعوا جدا وحسوا أنهم كانوا في رحلة للتاريخ، وبالتأكيد الطريقة دي هترسخ الشخصيات التاريخية لدى الطلاب وتخليهم يحبوا تاريخهم.
تبسيط مادة التاريخ لطلاب المدارس
لم يتوقع الجزيري، وفقًا لتصريحاته لـ"القاهرة 24"، الانتشار الذي حققته الصورة، إلا أنه يؤكد على أن الأمر ليس بالضرورة أن يجسد كل حصة شخصية معينة، حتى لا يتحول الموضوع إلى ملل، وهو ما يتنافى مع الفكرة من محاولاته تلك.
الأمر بالنسبة للمدرس، ليس مجرد وظيفة بل هو من محبي التاريخ والبلاد، حيث كان الجزيري من أول المدرسين الذين نظموا حفلات للأماكن التاريخية للطلاب، بما يتناسب مع مناهجهم، لربط أذهانهم بتاريخ بلادهم، وعودتهم للهوية.
يقول محمد عبر صفحته على فيس بوك: فكرة تجسيد الشخصيات التاريخية ده نوع من الاستراتيجيات الفعالة لتوصيل المعلومات التاريخية بشكل مختلف، واللي الطلبة شاركت فيها في نهاية الحصة بالإجابة عن ورقة أسئلة تتضمن أهم نقاط العرض اللي اتعمل قصادهم.
