رحلة قصيرة وأثر كبير.. القصة الكاملة لوفاة طبيب شاب ترتيبه الأول على الدفعة قبل استلام عمله بالمنوفية
الطيبون يرحلون سريعا، كلمات لابد أن تقف عندها وتتذكرها جيدا، وتتذكر معها كم من فقيد من الطيبين المخلصين مات في صمت، مات دون أن تشبع منه، مات دون أن يحمل ضغينه لأحد، رحلات قصيرة في الحياة لكن الأثر كبير.
حكاية الطبيب الشاب عبد الرحمن صلاح
واحد من هؤلاء الطيبين كان الطبيب الشاب عبد الرحمن صلاح، الحاصل على الترتيب الأول بدفعة 34 بكلية الطب جامعة المنوفية، لسنة 2020، على الرغم من إصابته ومرضه المتواصل بضعف عضلة القلب وتأثيرها على حياته، لكنه تعامل مع البلاء بالصبر والإيمان والإرادة، لم يكن متفوقا دراسيا فقط بل أخلاقيا وحمل كتاب الله عن ظهر قلب، وكما قال زملاؤه لم يترك أحد في الدفعة إلا وقدم له المساعدة ولو كانت على حساب نفسه.
وفاة الطبيب الشاب عبد الرحمن صلاح
مع يوم الجمعة الماضي، تم نقل الطبيب الشاب إلى مستشفى شبين الكوم الجامعي، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة وعمل إيكو على القلب تم احتجاز الطبيب الشاب عبد الرحمن صلاح داخل العناية المركزة، وبعدها حسب تأكيد بعض زملائه جرى وضعة على أجهزة التنفس الصناعي، إلى أن توفاه الله مساء الأحد الماضي، تاركا وراءه ذكريات وآثر لاينسى مع كل من يعرفه، والذي ظهر جليا في جنازته واحتشاد زملائه الأطباء من كل مكان لوداعه.
معرفة زملاء الطبيب الشاب عبد الرحمن صلاح بخبر تعبه ومرضه
خبر دخول الطبيب الشاب عبد الرحمن صلاح إلى العناية المركزة وقع على أصدقائه كالصاعقة، وبدأ الزحف على مستشفى جامعة المنوفية، للاطمئنان على صحته، والجميع يحاول تقديم يد المساعدة لكن إرادة الله كانت فوق كل شئ ومات طيب القلب قبل استلام عمله داخل نفس المستشفى التي مات فيها.
صلاة الجنازة على الطبيب الشاب
يقول أصدقاء الطبيب الشاب أنه متزوج منذ 5 أشهر فقط من طبيبة امتياز داعين الله لها بالصبر على فقدان الزوج والسند والرفيق، فكان نعم الزوج الصالح الحنون، داعين الله أن يتغمده بواسع رحمته، مؤكدين على أن الراحل سيظل في القلوب لأن مكانته لاتُنسى وأفعالة خالدة في الأذهان.
لحظة دفن الطبيب الشاب
وحاول والده الدكتور صلاح عيسى، الأستاذ بكلية الهندسة الإلكتروني خلال صلاة الجنازة على نجله المتوفي الطبيب عبد الرحمن صلاح أن يبدو متماسكا قائلا" والله ما أغضبني يوما، إني أشهدك يا الله أني راضٍ عنه، فكان نعم الابن البار بوالديه الصابر على مرضه" وأكد على أنه وابنه الآخر كفيلين أن يسددا أي دين مالي على عبد الرحمن ابنه.
ووقف الأب المكلوم يدعو لابنه على المقابر بين حشود كبيرة من شباب الأطباء وأستاذة جامعة المنوفية وأبناء مركز شبين الكوم لوداع الطبيب الشاب عبد الرحمن صلاح، كما حرص زملاؤه على الوقوف لأكبر مدة ممكنه أمام قبر زميلهم في الوداع الأخير يدعون له.
