الخميس 04 يوليو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

في ذكرى ميلاد رفاعة الطهطاوي.. تعرف على بعض مشاهداته في باريس

رفاعة الطهطاوي
ثقافة
رفاعة الطهطاوي
السبت 15/أكتوبر/2022 - 11:30 ص

في مثل هذا اليوم ولد المفكر الكبير رفاعة رافع الطهطاوي، أحد رموز النهضة العلمية في مصر إبان عصر محمد علي باشا، وهو من مواليد مدينة طهطا بمحافظة سوهاج، وحفظ القرآن الكريم في صغره والتحق بالأزهر في عمر 16 عاما.

أرسل رفاعة الطهطاوي وهو ابن 24 عاما إلى فرنسا عام 1826م ضمن بعثة طلاب أرسلها محمد علي لدراسة اللغات والعلوم الأوروبية الحديثة، وفي باريس سجل رفاعة الطهطاوي مشاهداته هناك ودونها في كتاب بعنوان تخليص الإبريز في تلخيص باريز.

تخليص الإبريز في تلخيص باريز

 ومما ذكره في الكتاب أغذية أهل باريس وفي عاداتهم في المآكل والمشارب، فيقول: اعلم أن قوت أهل المدينة هو الحِنطة، وهي في الغالب صغيرة الحبوب، إلا إذا كانت منقولة من البلاد الغريبة فيطحنونها في طواحين الهواء والماء، ويخبزونها عند الفران فيباع الخبز في دكانه، وسائر الناس لها مرتب يومي تشتريه من الخباز، وعلة ذلك توفير الزمان والاقتصاد فيه؛ لأن سائر الناس مشغولون في أشغال خاصة؛ فصناعة العيش في البيوت تشغلهم.

ويتابع: ثم إن المحتسب يأمر الخبازين أن يكون عندهم كل يوم من العيش ما يكفي المدينة وفي الحقيقة لا يمكن فقد العيش أبدًا بمدينة باريس، بل ولا فقد غيره من أمور الأغذية.

وعن عادات أكل الفرنسيين يقول: ومن عادات الفرنساوية الأكل في طباق كالطباق العجمية أو الصينية، لا في آنية النحاس أبدًا، ويضعون على السفرة دائمًا قدام كل إنسان شوكة وسكينًا وملعقة، والشوكة والملعقة من الفضة، ويرون أن من النظافة ألاّ يمس الإنسان الشيء بيده، وكل إنسان له طبق قدامه، بل وكل طعام له طبق، وقدام الإنسان قدح فيصب فيه ما يشربه من قزازة عظيمة موضوعة على السفرة ثم يشرب فلا يتعدى أحد على قدح الآخر، وأواني الشرب دائمًا من البلور والزجاج، وعلى السفرة عدة أوان صغيرة من الزجاج أحدها فيه ملح، والآخر فيه فلفل، وفي الثالث خردل إلى آخره.

ويردف: وبالجملة فآداب سفرتهم وترتيباتها عظيمة جدًا، وابتداء المائدة عندهم الشوربة اختتامها الحلويات والفواكه، والغالب في الشراب عندهم النبيذ على الأكل بدل الماء، وفي الغالب، خصوصًا لأكابر الناس، أن يشرب من النبيذ قدرًا لا يحصل به سكر أصلًا؛ فإن السكر عندهم من العيوب والرذائل، وبعد تمام الطعام ربما شربوا شيئًا يسيرا من العرقي، ثم إنهم مع شربهم من هذه الخمور لا يتغزلون بها كثيرًا في أشعارهم، وليس لهم أسماء كثيرة تدل على الخمرة كما عند العرب أصلًا، فهم يتلذذون بالذات والصفات، ولا يتخيلون في ذلك معاني ولا تشبيهات ولا مبالغات، نعم عندهم كتب مخصوصة متعلقة بالسكارى، وهي هزليات في مدح الخمرة، لا تدخل في الأدبيات الصحيحة في شيء أصلًا.

ويتابع: يكثر في باريس شرب الشاي عقب الطعام؛ لأنهم يقولون إنه هاضم للطعام، ومنهم مَن يشرب القهوة مع السكر، وفي عوائد أغلب الناس أن يفتتوا الخبز في القهوة المخلوطة باللبن، ويتعاطوها في الصباح.

تابع مواقعنا