الأخذ بالأسباب.. الإفتاء: يا عباد الله أغيثونا قولٌ جائز ولا حُرمة فيه
ورد إلى دار الإفتاء سؤالًا يقول: إذا غاب عن الإنسان شيءٌ أو وقع في كرب وضيق؛ فقال: يا عباد الله أغيثونا؛ فهل هذا صحيح وثابت شرعًا؟ لأننا وجدنا بعض الناس يُشكِّكون في ذلك.
حكم الاستغاثة بالناس
في مطلع ردها على هذا السؤال، أشارت دار الإفتاء إلى ما ورد في الحديث الشريف عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا أَضَلَّ أَحَدُكُمْ شَيْئًا أَوْ أَرَادَ أَحَدُكُمْ عَوْنًا وَهُوَ بِأَرْضٍ لَيْسَ بِهَا أَنِيسٌ، فَلْيَقُلْ: يَا عِبَادَ اللهِ أَغِيثُونِي، يَا عِبَادَ اللهِ أَغِيثُونِي، فَإِنَّ للهِ عِبَادًا لَا نَرَاهُمْ» لافتة إلى أن هذا الحديث فيه مشروعية أن يُنادي المسلم مَن هو غائب بالنسبة له.
وأشارت دار الإفتاء، خلال فتوى منشورة عير موقعها الرسمي، إلى أن إمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله قد فعل ذلك، حيث استغاث بعباد الله الغائبين عنه؛ مستدلًا بما نقله ابنه عبد الله في المسائل، وأسنده عنه البيهقي في شعب الإيمان، وقال: سمعت أبي يقول: حججت خمس حجج؛ اثنتين راكبًا، وثلاثًا ماشيًا، أو ثلاثًا راكبًا، واثنتين ماشيًا، فضللت الطريق في حجة وكنت ماشيًا، فجعلت أقول: يا عباد الله! دُلُّونِي على الطريق، قال: فلم أزل أقول ذلك حتى وقفت على الطريق.
ولفتت دار الإفتاء إلى قول الإمام النووي في الأذكار - بـ كتاب أذكار المسافر، باب ما يقول إذا انفلتت دابته: [قلت: حكى لي بعض شيوخنا الكبار في العلم أنه انفلتت له دابة أظنها بغلة، وكان يعرف هذا الحديث، فقاله، فحبسها الله عليهم في الحال، وكنت أنا مرة مع جماعة فانفلتت منها بهيمة وعجزوا عنها، فقلته فوقفت في الحال بغير سبب سوى هذا الكلام].
وأكدت دار الإفتاء، أن مقصود ذلك هو التسبُّب، فإن الله ربط الأمور بالأسباب، مردفة: وهو صلى الله عليه وآله وسلم أعظم مَن علَّم الناس الأخذ بالوسائل والأسباب.