مأساة دنيا.. دخلت المستشفى لإزالة الزائدة الدودية فأصيبت بالشلل | صور ومستندات
مأساة كبيرة تعيشها دنيا أحمد السيد عبدالوهاب، الطالبة في الفرقة الثانية بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية جامعة الزقازيق، بعدما شعرت بآلام مفاجئة جرى تشخيصها في مستشفى الزقازيق الجامعي في محافظة الشرقية وأنها بحاجة لإجراء تدخل جراحي لإزالة الزائدة الدودية، لكن بعد العملية الجراحية التي خضعت لها الفتاة في اليوم قبل الأخير من شهر أغسطس الماضي، تبدل الحال إلى أسوأ نقطة ممكنة؛ فدخلت الفتاة في حالة من التشنجات وانتهى بها المطاف محتجزة على أحد أسرة العناية المركزة وجسدها مُعلق بواحد من أجهزة التنفس الاصطناعي، وبين هذا وذاك ما أخبر به الأطباء والدها عنها بقولهم له: ادعوا لها.
دنيا دخلت المستشفى لإجراء عملية الزائدة الدودية فأصيبت بالشلل
داخل قسم عناية مخ وأعصاب بأجر في مستشفيات جامعة الزقازيق، وعلى أحد أسرة القسم، جسدها هناك لا يبقى منها سوى هيئتها وجسدها الذي غادرته الحركة أو حتى القدرة عليها، وكذلك فقدت دنيا قدرتها على الحديث أو حتى التنفس، ليتم الاستعانة بجهاز تنفس اصطناعي، وتصل حالة الفتاة إلى ما يُشبه بداية النهاية، لكن إلى جوار سريرها لا يزل هناك والدها، بحاله البسيط يرفع يداه بين الحين والآخر ليُناجي ربه أن يُنقذ فلذة كبدة، لا يرجو من الدنيا أكثر من أن تخرج ابنته رفقته تسير على قدميها ولا يُصيبها مكروهًا.
بدأت الأمور عشية يوم الاثنين 29 أغسطس الماضي، حين أصيبت دنيا بآلام في البطن دخلت على إثرها مستشفى الزقازيق الجامعي، وهناك تم تشخيص حالتها على أنها بحاجة إلى إجراء تدخل جراحي لاستئصال الزائدة الدودية، لكن ما أن انتهت العملية الجراحية إلا وأخبر الطبيب الذي أجرى العملية الجراحية للفتاة والدها بأنهم قد عانوا حتى وصلوا للزائدة الدودية واستأصلوها.
قال والد دنيا لـ القاهرة 24 واصفًا حديث الطبيب له وقتذاك: الدكتور قال لي دوخنا على ما لقينا الزائدة وفيه شوية مشاكل في المعدة وإحنا عملنا اللازم، واعملوا أشعة بالصبغة.
وأضاف والد دنيا، خلال حديثه لـ القاهرة 24، أن ابنته غادرت المستشفى على قدميها رفقته، وذلك دون أن تُخرج غازات من شأنها أن تدل على انتظام حركة الأمعاء، وحين استفسر الأب من الطبيب: البنت مطلعتش ريح، أجابه الطبيب: هتطلع في البيت عادي.
أكمل الأب حديثه لـ القاهرة 24، منوهًا بأن ابنته عادت معه إلى المنزل، لكن على مدار يومين ظلت تشكو من مغص وآلم في البطن، وفي النهاية وصلت إلى حالة لم يستطع معها أن يقف ساكنًا: جالها تشنجات قولت البنت بتموت، وكلمت الإسعاف نقلونا مستشفى الأحرار في الزقازيق، وهناك أول ما شافوا الحالة قالوا دخلوها العناية المركزة.
استمرت دنيا في العناية المركزة داخل مستشفى الأحرار التعليمي لمدة يومين، وبعدها تم تحويلها إلى مستشفى الزقازيق الجامعي نظرًا لأنها تتبع التأمين الصحي على حد وصف والدها: علشان تبع التأمين مقدرناش نفضل كتير في المستشفى واتحولت لمستشفى الجامعة.
يضيف الأب وهو يتذكر حديث أطباء المستشفى له حين استفسر منهم عن حالة ابنته: قالوا لي عندها شوية التهابات على المخ هي اللي عاملة المشكلة، يمكن تكون خدت فيروس عدوى، لكن إن شاء الله هتبقى كويسة وهنقومها لك على رجليها تاني، قبل أن يشير إلى أن ابنته بعدها قد ساءت حالتها أكثر: خرجت من عناية التخدير وما بقتشي قادرة تقف على رجليها، والدكاترة حولونا عناية مخ وأعصاب وقالوا إنها عندها التهابات في الأعصاب والأطراف الأربعة، وبعدها خدت 5 جلسات بلازما الجلسة الواحدة 8 أكياس، وبعدها كرروا 5 جلسات تاني على أساس تقوم، لكن فوجئت إنها إمبارح مش قادرة تاخد نفسها وحطوها على تنفس صناعي وقالوا عندها التهاب حاد على الرئة.
أكد والد دنيا أن الأطباء قبل أربعة عشر يومًا أخبروه أن هناك طبيبا، أجنبي الجنسية، عرضوا ابنته عليه، منوهًا بأن الخبير سأله عما إذا كان الطبيب قد أعطاه الزائدة التي تم استئصالها، وذلك عبر أحد المترجمين من الحضور، فأجاب بلا، مشيرًا إلى أن ابنته قد فقدت قدرتها على تحريك أطرافها الأربعة، قبل أن يؤكد في ختام حديثه لـ القاهرة 24، على أنه قد حرر بلاغًا بشأن الواقعة في قسم شرطة ثانٍ الزقازيق قبل 12 يومًا، حمل رقم 6734 إداي قسم شرطة ثانٍ الزقازيق لسنة 2022، وشكوى عبر بوابة شكاوى مجلس الوزراء حملت رقم 5691829، ولا يتهم المستشفى أو يتهم أحد بشيء سوى أنه فقط يريد أن يرى ابنته تقف وتضحك وتعيش كما كانت قبل إجراء العملية، وأن بلاغه الذي حرر المحضر بشأنه لا يرجو منه أكثر من أن يتم التحقيق في الواقعة لمعرفة كيف تدهور حال ابنته إلى ما وصلت إليه.
تقديم الأوراق والأشعة لجهات التحقيق
من جانبها، قدمت إدارة مستشفيات جامعة الزقازيق جميع الأوراق والمستندات والأشعة التي تخص الواقعة لجهات التحقيق المختصة، فيما تم عرض الفتاة على الطب الشرعي، وتُباشر جهات التحقيق تحقيقاتها في الواقعة وملابساتها.
