دعوة المطاريد وتحصين القلعة
كل من شاهد المسلسل بحلقاته الأولى يدرك جيدا حجم التهديد وخطورة الفوضى.. كانوا وكنت معهم رأينا بأعيننا الحرق والقتل.. الاستهداف والتدمير.. الخراب والخوف.. الجوع وندرة المستلزمات.
بعد 2011 كان الجميع خائفا.. انتشر البلطجية في شوارع القاهرة.. وخلت المطاعم من عمالها وأغلقت المحلات أبوابها ودب الخوف بين الناس إلا من المتظاهرين والثوار والمندسين.. وظلت العائلات في منازلها تدعو الله أن يحفظ أبناءها وبناتها في الشوارع والحواري والجامعات والدروس.
توقفت عجلة الحياة وكانت مملة رتيبة إلا من حريق هنا وسلب هناك، وخطف وسرقة وتعدٍّ وفوضى في معظم الشوارع وفقد المواطن الأمان بشكل نسبي.
وبعد 2013 زاد الطين بلة.. إذ زاد حجم التحدي بوصول جماعة سوداء إلى سدة حكم مصر.. فلم يمضِ يوم إلا وبه مرارة.. ولم يمر قرار إلا وفيه غصة.. فصيل غشيم وغاشم استقوى واستبعد.. انفرد بحكم مصر وتفرد.. هدد ولوح واستقوى على الناس ومن عارضهم حتى من نصحهم كان في زمرة المستبعدين.
مرت سنة كبيسة وبعدها جاء عام 2014.. لتبدأ معه موجة جديدة من الخراب.. رفع الإخوان وأعوانهم السلاح فانتشر الدم والتقتيل، وعمّ الحزن وفقد كل بيت مصري ضحية، لإرهابهم المسلح في سيناء وباقي المحافظات، وشيعت مصر جثامين مئات الشهداء من رجال الجيش والشرطة والقضاء والمدنيين.
وبعد سنوات عضال نجحت مصر في القضاء على الإرهاب وتقويضه، وأنهت الجماعة فحبس من ضُبط.. وفر من هرب.. وليته لم يهرب.
اليوم وبعد سنوات من الاستقرار والإنجازات والأمن والأمان.. يطل المطاريد علينا بنفس سيناريوهاتهم القديمة.. مع كل مناسبة وذكرى.. حشد عبر اللجان الإلكترونية.. اجتماعات سرية.. تسريبات مزعومة.. صور مفبركة.. شائعات وأخبار كاذبة.. ادعاءات وأخبار مضللة.. مستغلين التحديات والأزمات الاقتصادية العالمية لإسقاطها على الدولة المصرية.
تشويه متعمد للرموز.. دعوات للنزول والتخريب.. شتيمة وسب.. مزاعم بوجود انقسامات وحروب وصراعات.. وسائل إعلام خارجية وصفحات سوشيال ميديا تبث "اسكريبتات" الكراهية وخطابات دعائية.. وطعن في شرف الرموز والنجاحات في محاولة لضرب الاستقرار.
اليوم ليس كغد.. فقد بات المصريون أكثر خبرة.. ودراية.. فهموا الدرس.. ووعوا الهدف الخبيث.. ربما كانت تمثل دعوات الإخوان تلك خطرًا حينذاك لكن الآن وبعد سنوات عضال ليست 2022 كـ 2019 وليست 11- 11 كـ 25 يناير أضحت أجهزة الدولة أكثر خبرة.. وبات المصريون يعرفون الفرق بين التشويه والتهديد.. بين الغضب الشعبي الحقيقي وبين محاولة استثمار الظروف.. بين التحديات ومكائد الإخوان.
عشنا القصة وشاهدنا فصولها.. استفدنا من عثراتها وجنينا خبراتها.. استقوت ظهورنا بظروفها.. لكن بقي علينا تحصين من لم يشاهد.. ونقل الخبرة لمن لم يرَ.. وتوعية من لا يعرف..
قلعة الوطن باقية والكل زائلون.