استراتيجية جديدة للأمن الغذائي وتوحيد التعريفة الجمركية.. ملفات اقتصادية على طاولة القمة العربية
يمثل الأمن الغذائي العربي أحد ركائز الأمن القومي في الوقت الراهن خاصة بعدما تسببت الحرب الروسية الأوكرانية في عجز كبير على صعيد الحبوب والمستلزمات الغذائية الأخرى، الأمر الذي جعل من تحرك عربي لمواجهة التداعيات الغذائية الناجمة عن الأزمة ضرورة في الوقت الراهن، لعدم تكرارها مستقبلا.
وتتطلع الشعوب العربية إلى ما يمكن أن تتوصل إليه القمة العربية المقررة مطلع نوفمبر لمواجهة تلك التحديات أملا في التوصل إلى استقرار غذائي خلال السنوات المقبلة وعدم تكرار ذات الأزمة مجددا.
وعن المساعي العربية لمواجهة تحديات الأمن الغذائي في السنوات المقبلة، قال الدكتور بهجت أبو النصر مدير إدارة التكامل الاقتصادي بجامعة الدول العربية، إنه جرى طرح استراتيجية جديدة للأمن الغذائي العربي على جدول أعمال قمة الجزائر، وأن هناك خططا تنفيذية موضوعة لهذه الاستراتيجية بتكاليف مخصصة لكيفية التمويل من أجل أن تجد صداها على الواقع العملي.
وأضاف أبو النصر في تصريحات له على هامش اجتماعات القمة التحضيرية، أن الاستراتيجية تختلف عن الخطط السابقة التي كانت بدون موازنات.
الاستراتيجية الجديدة للأمن الغذائي
كما أكد أن الهدف من الاستراتيجية الجديدة للأمن الغذائي هو الارتقاء بنسبة الاكتفاء الذاتي، لأن الأمن الغذائي أصبح أمنًا قوميًا، ويعلم الجميع ما يعانيه كافة دول العالم بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، كما أن المنطقة العربية تعاني من فجوة غذائية كبيرة، موضحًا أن القادة العرب اهتموا بملف الأمن الغذائي ضمن الأمن القومي العربي.
وعلى الصعيد التجاري أشار أبو النصر إلى أن جدول أعمال القمة العربية يتضمن أيضا إقامة منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى إلى جانب ملف خاص بضرائب الاقتصاد الرقمي، مشيرا إلى أن هناك إنجازات كبيرة تحققت في تلك الملفات وسيتم عرضها على القادة العرب.
وأوضح أن هناك بعض الأطروحات الجديدة بجدول أعمال القمة في إطار التكامل الاقتصادي العربي، ومنها آلية توحيد التعريفة الجمركية الموحدة، منوها أن الاقتصاد الرقمي أصبح يمثل جزءًا كبيرًا من الاقتصادات في العالم، وأنه يجب أن يكون هناك ضرائب على الاقتصاد الرقمي مثل الاقتصاد الحقيقي المحسوس.
وتعقد اليوم الخميس اجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي لمندوبي وكبار مسؤولي الجامعة العربية استعدادا لاجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، وذلك قبيل القمة المرتقبة مطلع نوفمبر المقبل في مركز المؤتمرات الدولي عبداللطيف رحال بالعاصمة الجزائرية.